Page 118 - Pp
P. 118
التي تريد منهم أن يفتِّشوا فيها ،فهم يعرفون أنها تريد منهم
الإسهام في موضوع هوايتها .أحيانا كان هناك َمن يخبرها أنه
وجد لها ما تطلبه وأنه يحتفظ لها بدودة أو شرنقة وربما أكثر
من ذلك ،كانت تفرح وتشكره ،و َتع ِده أنها ستم ُّر به بعد الانتهاء
من العمل ،وتفعل ذلك .أحيا ًنا تضطر لأن تعيد على بعضهم ما
سبق أن قالته عن قلقها من ندرة الفراشات هذا الربيع ،فمنذ
بدايته إلى الآن وقد قارب على الانتهاء ،لم ت َر منها إ َّل أعدا ًدا لا
تطمئن إليها ،إنها تخاف عليها من الحشرات مصاصة الدماء
والقراد والمبيدات التي لها القوة على الفتك بها .كل ذلك ولم تطلب
من مصطفى إلى هذا الوقت أن يساعدها في هذا الموضوع ،ربما
لو طلبت منه ذلك سيجد الوقت للبحث معها في أشجار الحدائق
والغابات ،أثناء أيام الإجازات ،عما تريد أن تودعه في صندوقها
الزجاجي .كثي ًرا ما يحدث أنها بعد الانتهاء من عملها تخرج
مسرعة من المستشفى محاولة الاستفادة قدر المستطاع مما
تبقى من النهار ،تقود سيارتها إلى مكان ذلك الذي اتصل بها،
لأخذ ما كان وعدها به ،كانت تحاول أن تجعل من تلك الساعات
شيئًا حقيقيًّا ،يعطيها شعو ًرا بالراحة التامة مهما كانت النتيجة،
كان ذلك يأخذ منها أحيا ًنا أكثر من ساعة للوصول إلى المكان،
وساعة أخرى للوصول إلى البيت ،سترفع بعد ذلك القماش
المشبّك عن أعلى صندوقها الزجاجي ،لتودع فيه ما جاءت به ،كل
ذلك يحتاج إلى وقت طويل ،تنظر فيه إلى الدود وهو ساكن أو
زاحف على الغصن أو يقتات من الأوراق ،تراه يتحرك ويقضم
بنعومة وظهره أملس وأرجله كثيرة تتحرك جميعها في آن واحد،
118