Page 115 - Pp
P. 115
المواطنين الذين يحق لهم الإدلاء برأيهم وصوتهم في صناديق
الاقتراع أو من الغرباء ،من المهاجرين وطالبي اللجوء من النساء
والرجال ،ممن يتكلم بلغة ألمانية سليمة أو من ينطق بها ركيكة
أو ممن لا يتكلم بأكثر من لغته الأم.
بعد عشر دقائق لحقت به في الثلاجة ،فتحت الباب ودخلت،
وجدت مصطفى بردائه الأخضر ،جال ًسا إلى المنضدة المستطيلة
التي تتو َّسط المكان ،يتناول فطوره ،استطاعت أن تش َّم رائحة
القهوة مع البخار المتصاعد من الكوب .كانت هناك ثلاجة في
الجهة المقابلة للباب تكاد تصل إلى أعلى قامة المرء فيها ستة عشر
با ًبا ،ولكيلا تشغله ،أبدت استعدادها لوضع الزجاجتين بنفسها،
م َّدت يدها إلى واحد من هذه الأبواب تريد فتحه فقال مح ِّذرا:
لا ،هذه مشغولة .أرادت أن تفتح با ًبا آخر مجاو ًرا له فقال :هذه
أي ًضا مشغولة ،وأشار بأصبعه :تلك فارغة.
قالت :رقم .7
أخذ رشفة من الكوب وقال :لا ،رقم .5
طالعها منظر القدمين المتجاورتين ،وثمة ورقة صغيرة معلقة
بإبهام اليسرى ،فيها معلومات مدرجة ،عادت على الفور وأغلقت
الباب ،قال لها :إ ًذا رقم ،7افتحي الباب من فضلك.
وضعت الزجاجتين في تجويفها الفارغ البارد العميق ،وعاد
كل شيء إلى وضعه السابق .في هذين اليومين كان مصطفى
قد عاش معها قصة هروب عائلتها من رومانيا في أواخر
السبعينيات ،هر ًبا من بطش شاوشيسكو وزوجته ومساعديه في
الحزب ،الذين كانوا على رأس السلطة ،كان عمرها آنذاك ثلاث
115