Page 117 - Pp
P. 117

‫عنه مع أول فرصة عمل توافرت لها في هذه المستشفى ومكانها‬
‫موجود في صيدليتها‪ .‬عرفت منه أنه خلال السنوات التي مرت‬
‫به‪ ،‬درس إلى المستوى الذي أ َّهله للدخول في مركز للتدريب المهني‬
‫فتل َّقى فيه تعلي ًما مكث ًفا للقيام بمثل هذا العمل الذي يمارسه الآن‪.‬‬
‫عرف أنها تستمتع بهوايتها كما يحلو لها‪ ،‬في مقدورها أن تستقل‬
‫سيارتها وتذهب إلى أي شخص‪ ،‬مهما كلَّفها ذلك من وقت وجهد‪،‬‬
‫من أجل دودة يحتفظ بها لها‪ ،‬أو شرنقة تدلت في خيط معلق‬
‫بغصن‪ ،‬لتأتي بها وتضمها مع غيرها في صندوقها الزجاجي‬
‫على طاولة في زاوية غرفتها‪ ،‬كثي ًرا ما تمتِّعها مراقبة التغ ُّير الذي‬
‫يحصل في صندوقها يوميًّا‪ ،‬من دودة تزحف على غصن‪ ،‬إلى‬
‫شرنقة‪ ،‬ثم فراشة بجناحين رائعين بمختلف الألوان والأشكال‬

                             ‫والأحجام‪ ،‬شيء رائع وحيوي‪.‬‬
‫ينحصر عملها في تجهيز الطلبات من الأدوية التي تق َّدم‬
‫للمرضى الراقدين في المستشفى‪ ،‬ومراقبة سير عمليات دخول‬
‫الأدوية وخروجها من الصيدلية على جهاز الكمبيوتر وتسجيل‬
‫الملاحظات والأرقام‪ ،‬وهذا يدخل في اختصاصها أي ًضا‪ .‬وإذا‬
‫وجدت وقتًا‪ ،‬تتصل تلفونيًّا بمن تعرف لطلب مساعدته من‬
‫الجيران وغيرهم‪ ،‬قسم منهم يقوم بدراسة للنبات أو بزرعه‪،‬‬
‫آخرون يعملون في المستودعات والأرشيف‪ ،‬طلاب أو طالبات‬
‫باختصاصات مختلفة‪ ،‬قسم منهم عندهم أشجار في حدائق‬
‫بيوتهم وآخرون يسكنون في أماكن قريبة من الغابات تطلب‬
‫منهم إذا ما وجدوا دودة تزحف أو شرنقة تتد َّل أن يحتفظوا لها‬
‫بالغصن أي ًضا‪ .‬ومن جانبهم لم يسألها أحدهم عن نوع الأشجار‬

                                                                              ‫‪117‬‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122