Page 113 - Pp
P. 113

‫صندوق مارتينا‬

‫غادر مصطفى ومن كانا معه المصعد الذي توقف في الدور‬
‫الرابع‪ ،‬وقد أحاط جميعهم بالن َّقالة يدفعونها أمامهم‪ ،‬قطعوا الممر‬
‫الذي واجه باب المصعد عابرين الأبواب التي تقع على جانبيه من‬
‫بينها باب الصيدلية المفتوح‪ ،‬ومن دون أن يقف ألقى بالتحية‪:‬‬

                                   ‫يوم سعيد آنسة مارتينا‪.‬‬
‫من داخل الصيدلية تمنَّت مارتينا يو ًما سعي ًدا له أي ًضا بصوت‬
‫سمعه مصطفى جي ًدا‪ ،‬بالرغم من أنه ابتعد عن الباب المفتوح‪،‬‬
‫سمع بعدها أي ًضا التأكيد على أنها ستم ُّر عليه فيما بعد‪ .‬قبل‬
‫قليل سمعت مارتينا صوت دواليب النقالة خارجة من المصعد‪،‬‬
‫سماع ذلك الصوت يعني أنها ستسمع أي ًضا صوت مصطفى‬
‫بعد لحظات يسلِّم عليها‪ .‬كانت تعرف أنه سيفعل ذلك ما دام‬
‫باب الصيدلية مفتو ًحا‪ ،‬ألفت مارتينا سماع صوته في اليومين‬
‫الأخيرين‪ ،‬وفي مثل هذا الوقت وأوقات أخرى أي ًضا‪ ،‬كل مرة‬
‫يعني الصوت لها‪ :‬أنا موجود إذا كنت في حاجة لي‪ ،‬اطلبي مني‬
‫شيئًا وسترين كيف يكون عندك حا ًل‪ .‬لم تسأل نفسها لماذا يسلِّم‬
‫عليها بالذات ولا يسلم على زميلتها في العمل‪ ،‬من جانبها لم تهتم‬
‫بهذا الموضوع كثي ًرا‪ ،‬كما لم تع ِط اهتما ًما لموضوع النقالة‪ ،‬ومن‬
‫هم أولئك الذين ُينقلون فوقها‪ ،‬ممن فارقوا الحياة‪ ،‬لتأمينهم في‬

                                                                              ‫‪113‬‬
   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118