Page 110 - Pp
P. 110
ح َّمالات صدرها وجواربها وما فوق الجوارب ،كان منها ما هو
ملفوف بعضه ببعض على طريقة من تنتزعها وترميها في الدرج
كيفما اتفق ،فأبدى لها انزعاجه من أن تترك مثل هذه الأمور بهذا
الإهمال ،وقد شكرته لأنه بذل مجهو ًدا لإعادة النظام إلى الدرج
وأصبح كل شيء من ذلك في مكانه الصحيح.
تسمع عن ذلك الرجل مثل هذه الأخبار وغيرها كل يوم ،تنقلها
إحداهن بشيء من العرفان بالجميل لذلك الذي أدخل في حياتها
هنا في المستشفى بعض الأمل ،وقد تسألها تلك :ألم يأت عند ِك
ليقلب في أدراجك؟ فتسكت.
أخذت تنتظره كل صباح كانت على استعداد لأن تجلس على
الكرسي كما طلب منها ،لكنه لا يأ ِت ،ترجع ظه ًرا إلى غرفتها
فتجدها نظيفة مرتبة ،لم يكن يهمها أن تراها كذلك بقدر ما كانت
تريد التأكد من أنه م َّر بها ،وليس أحد غيره ،حاولت أن تفاجئه
في غرفتها عندما انتهزت أكثر من فرصة لتذهب إلى هناك أحيا ًنا
في العاشرة صبا ًحا أو بعدها ،لكن محاولاتها باءت بالفشل،
أحيا ًنا ترى أنه لم يصل بعد أو أنها وصلت إلى غرفتها متأخرة.
انتهت السيدة هالكه ريشتر إلى أن مزاجها أصبح متغي ًرا،
من مظاهر ذلك أنها لم تعد تثق بقدرتها على اختيار الملابس
وأنواعها وموديلاتها ،من تلك التي تشتريها من المحلات عندما
تغتنم فرصة استراحة تكفي للتسوق أثناء العصر ،عل ًما أنها لا
تحتاج إليها إلا في حالات مغادرتها المستشفى ،اشترت في هذه
الفترة القصيرة ثلاثة أو أربعة فساتين ولم تكن تفعل مثل ذلك
من قبل ،وأكثر من هذا العدد بنطلونات وقمصا ًنا ،وقد ضمت
110