Page 105 - Pp
P. 105
وحذاءها الملقى على جانبه بعد أن دفعته بعي ًدا .جلست على طرف
السرير ،كانت تقلب صفحات إحدى المجلات وكوب القهوة على
المنضدة عندما فوجئت بباب الغرفة يفتح وبرجل يلقي عليها
تحية الصباح وهو يدخل بكثير من الضجة مع الأشياء التي
أدخلها بعده ،كان واح ًدا من المن ِّظفين الذين كثي ًرا ما يتغيرون أو
يتناوبون فيما بينهم ممن يأتون غالبًا بعد أن يفرغ المبنى من
شاغليه ،مع ذلك يحتاج الموقف أن توضح له أن ما فعله كان
خطأ من وجهة نظرها ،عليه أن يدق الباب عليها أو ًل ،فتقول:
من الطارق؟ لكنها لم تقل شيئًا ولم ته َّب معترضة ،لم تكن في
يوم ما من اللاتي يسمحن بأن يدخل عليهن أحد وقتما يريد،
بالنسبة لها إن غرفتها هذه هي المكان الوحيد في المستشفى الذي
يتوفر فيه طابعها الشخصي ،لم يرها أحد وقد خلعت الدور الذي
هي فيه وارتدت ملابس أخرى غير ملابس العمل ،لم يرها أحد
وهي تتصرف في غرفتها مثل أي واحدة أخرى بحرية تسمح
لها بإلغاء دور الممرضة التي في داخلها ،هناك موقف واحد فقط
عليها الآن فعله بعدما فاجأها الرجل بدخوله للدفاع ع َّما تؤمن
به وهو أن تلبس جوربيها والحذاء وأن تمشط شعرها على عجل
وتخرج ،لكنه لم يعطها فرصة لأن تفعل ما تريد عندما ترك ما
معه ونظر إليها ،فأبقت رأسها أمامه مرفو ًعا لا يرمش لها جفن،
أما شعرها فقد انفكت عراه وسال على جانبي وجهها الذي بدا
نحي ًفا أكثر ،كانت قد تجاوزت الأربعين ،ومع أنها نحيفة الجسم
لم يقل لها أحد إنها بحاجة إلى المزيد من الاهتمام بنفسها ،ولكنها
سمعت بعدما اقتضت بعض الظروف من يقول إنها جريئة ولا
105