Page 104 - Pp
P. 104

‫من الطارق؟‬

‫ف َّضلت السيدة هالكه ريشتر البقاء في غرفتها صباحا إلى آخر‬
‫دقيقة متاحة لها‪ ،‬قبل أن تأخذ طريقها إلى الردهة رقم ‪ 8‬في‬
‫الطابق الرابع بمستشفى إليزابيث في مدينة «كولن» لتبدأ عملها‬
‫في الوقت المح َّدد‪ ،‬تقع غرفتها في المبنى الملحق بالمستشفى‪ ،‬حيث‬
‫تقع غرف غيرها من الممرضات‪ ،‬من اللاتي ترى الإدارة ضرورة‬
‫عدم مغادرتهن مكان العمل إلا في الإجازات الأسبوعية وأثناء‬
‫عطل المناسبات‪ .‬قبل نصف ساعة استيقظت السيدة هالكه ريشتر‬
‫من نومها‪ ،‬سار الوقت معها بشكل حسن‪ ،‬انتهت أخي ًرا من ارتداء‬
‫الملابس بعد أن د َّققت في بياض بنطلونها فوجدته مقبو ًل وربتت‬
‫أناملها فوق ردائها الأبيض مستحسن ًة هيأته‪ ،‬كان عندها نصف‬
‫ساعة أخرى وهذا ما يجعلها مطمئنة أكثر إلى أن كل شيء يسير‬

                                               ‫على ما يرام‪.‬‬
‫كانت ستارة النافذة الوحيدة منسدلة شفافة وناعمة‪ ،‬ومن‬
‫خلف الزجاج السميك تتراءى بنايات المدينة العالية وقسم‬
‫من برج تلفزيون كولن‪ ،‬كل شيء ش َّجعها على تحضير كوب‬
‫من القهوة تشربه قبل أن تخرج‪ ،‬ستترك أمر شعرها تمشطه‬
‫فيما بعد‪ ،‬كذلك جوربيها اللذين وضعتهما على مسند الكرسي‪،‬‬

                                                                             ‫‪104‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109