Page 107 - Pp
P. 107
-هذه الإضاءة ،كيف تستطيعين القراءة على ضوء المصباح
المنضدي ،لقد طلع النهار ،ألا ترين مثلي أن الضوء الذي يدخل
من النافذة أكثر جما ًل وفائدة.
-أعرف ،لكني أفضل أن تكون الأشياء في غرفتي كما أريد.
-هذا مؤسف سيدة ريشتر ،أين مفرش الأرض بلونه الأزرق
الفاتح الذي تف ِّضلينه ،وورق الحائط هذا ،لماذا لا يتغير بعد
أن تهالك من شدة القدم ،أليس من المناسب للسرير أن يكون
في الجهة الثانية بدل موقعه الحالي؟ وإذا دفعت المنضدة هذه
الكراسي إلى مكان قريب من النافذة ألا يعطي ذلك الإحساس لمن
يدخل الغرفة مثلي بأن المكان صار أكثر اتسا ًعا؟
-شك ًرا لاهتمامك ،الأزرق الفاتح لون جميل ،هو لون مفرش
الأرض في منزلي.
-يمكنني أن أحضر لك بعض النباتات الخضراء وبعض
شتلات الورد لو طلبت مني ذلك ،فالغرفة خالية منها.
-في الوقت الحالي لا أريد.
-امرأة مثلك لها منزلها الخاص في مدينة «ديورن» تستطيع
أن تصل بالفولكس فاكن التي عندها بأقل من ساعة ،منزل لا
تنقصه وسائل الراحة ،امرأة تعرف ماذا يريد منزلها لأن يكون
أجمل منزل ،كيف تقنع بأ َّل تطل غرفتها التي في المستشفى على
نافورة مثل تلك التي عندها في الحديقة؟ كيف لا تكون الستارة
التي هنا نازلة من فوق على النافذة كما هناك؟
أرادت أن تع ِّقب على ما سمعته لكن الدهشة أوقفتها ذاهل ًة دون
حراك ،أن يعرف هذا الرجل الذي تراه لأول مرة اسمها وقد ذكره
107