Page 111 - Pp
P. 111
إلى مجموعتها هذه أنوا ًعا من الشالات بألوان وأحجام مختلفة
منها ما هو مصنوع من الحرير ومنها من الساتان أو غير ذلك،
ودائ ًما أصبح قلقها من أن هذه الأعداد ربما لا تكفيها لأن تملأ
بها خزانة غرفتها والأدراج ،وقد كانت تتقصد أن تضع فيها
قطع ملابسها الداخلية كيفما اتفق.
كل تلك البهجة التي تأتيها من وراء هذه الأفعال لا تعرف
طريقا إلى صدرها.
قبل أن تأوي إلى فراشها ،كانت تنظر لكل ما اشترته وقد
فتحت أبواب خزانتها والأدراج ولا تدري هل سيحالفها الحظ
غ ًدا ،هل يأتي ويفتح ويعبث ويبدي رأيه في هذا الشيء أو ذاك،
اضطرت أي ًضا إلى شراء ما لا يعجب أح ًدا ولا يرضي ذو ًقا،
وقد دفعت مقابلها النقود راضية ،فهل ستسمع منه تعني ًفا لهذا
الذي فعلته بإيقافها عند حدها .وفي الصباح تجلس على طرف
سريرها يائسة تقلب صفحات إحدى المجلات وكوب القهوة برد
على المنضدة ،وأذنها على الممر ،تريد التقاط أية حركة اقتراب من
باب غرفتها .وفي الردهة عندما تذهب لا تكاد تتحرك هناك إلا
في حدود ما هو مطلوب منها ،لم تكن متفائلة ولا متشائمة ،وقد
بدا لها أن ليس من اللائق ولا حتى من السليم أن يظهر عليها
ما يثير شك أحد ،أو أن الأفكار قد تذهب بها بعي ًدا ،لم تنزل
من عينيها دمع ٌة واحدة ولم يهتز صدرها لقوة النشيج الذي
اجتاحها أحيا ًنا ،مع أن صبرها كاد ينفد ،لماذا يفعل بها ذلك،
وما الذنب الذي اقترفته هل اقترفت جريمة بحقه عندما لم تل ِّب
طلبه في الجلوس؟ عليه أن يعرف الآن أنها مستعدة أن تجلس.
111