Page 116 - Pp
P. 116
سنوات .وعرفت أنه مهاجر مغربي عبر جبل طارق في زورق
يضم أكثر من أربعين شخ ًصا ،عر ًبا وأفارقة ،بعضهم في عمر
عشر سنوات مثله ،وآخرون في أعمار مختلفة ،بعضهم اجتاز
سن الخمسين ،في إسبانيا ألقي القبض عليه واحتجزته الشرطة
خمس ليال بتهمة الهجرة غير الشرعية ،بعدها استطاع الخروج
من إسبانيا بصحبة اثنين من الشباب المغاربة ،تركاه عند الحدود،
وفي رحلة مع عائلة برتغالية امتدت قرابة أسبوعين ،من تغيير
وسائط النقل والتخفي عن أنظار من يمكن أن يأتي لهم بالمتاعب
وصلوا إلى فرانكفورت ،وهناك فارقهم لكي توصله القطارات إلى
بون ،وفيها التقى بالشخص الذي قطع كل تلك المسافة وم َّر بتلك
الأهوال من أجل اللقاء به ،وتسليمه الرسالة التي حرص على ألا
تضيع منه ،وفيها توصية من ذويه بم ِّد يد المساعدة لهذا الصبي،
فعائلته ترتبط معهم بعلاقة قرابة .كان ذلك قبل ثمانية عشر
عاما .عرف منها أنها وقعت في حب شاب قدم من الإكوادور في
أمريكا الجنوبية يدرس الرياضيات في جامعة بون ،في الوقت
الذي كانت تدرس فيه علوم الصيدلة ،حين كانت تذهب إلى سكنه
الصغير يترك لها الح َّمام بعد أن يغتسل دون أن يفكر بتنظيفه،
كذلك أواني الطبخ وأدوات الطعام لتن ِّظفها .لا شعور ًّيا ،كان يريد
منها أن تتحرك لكن خلفه ،حاولت أن تستمر معه بالرغم من أن
العلاقة بينهما امتدت لشهور عدة ،من جانبها بذلت ما بوسعها
لتحسين سلوكه ،لكنه رفض المساواة .كلَّمته فلم يؤ ِّد ذلك إلى
نتيجة ،انفصلت عنه بعد أن أمضيا فص ًل دراسيًّا كام ًل م ًعا،
وقد حصل أن التقت به مرة أو اثنتين لكنها حسمت أمر الابتعاد
116