Page 120 - Pp
P. 120
النوع من الناس تستطيعين ذلك بعي ًدا عن الصيدلية ،هنا الأمر
مختلف .ثم انفجرت في فورة شتائم على مثل هؤلاء الذين تراهم
كل يوم يملأون أماكن العمل والطرقات .قالت لزميلتها :اهدئي،
سيكون كل شيء على ما يرام ،لن يأتي ثانية لو شئت.
غيَّرت مارتينا ملابسها بعد انتهاء يوم العمل ،لبست بلوزة
زرقاء فاتحة وبنطلون جينز ،ولمّت شعرها خلف رأسها على
شكل ذيل حصان طويل ورشيق يهتز مع حركتها ،وفي موقف
السيارات انتظرت قلي ًل قبل أن ينطلقا م ًعا .لم تم َّر على أحد من
معارفها لتأخذ منه دودة أو شرنقة رغم أن مصطفى أبدى عدم
ممانعته لو شاءت ذلك لكنها قالت حازمة :لا ،سنذهب إلى المنزل
مباشرة .تبدو مارتينا سعيدة بهذه الرفقة ،ومتعجلة للوصول،
عندما خرجت من محيط المستشفى قالت :سترى كيف تفرد
الفراشة جناحيها بينما جذعها يئن تحت لأنه لم يغادر الشرنقة
بعد ،انتبه للون الجناحين وشكلهما ،وكيف تنهض بهما وجسمها
لم يكتمل بعد .قال لها :أرجوك مارتينا ،أغلب هؤلاء الذين يؤتى
بهم إلى الثلاجة انتهت حياتهم في حوادث على الطرق السريعة،
هذا ما يحدث غالبًا ،أو بحوادث أخرى يصعب معها إنقاذهم
لأن َمن رافقهم إ َّما وصل المستشفى ومن معه كان في رمقه
الأخير ،أو فارق الحياة بالفعل ،فالعمليات الجراحية التي يقوم
بها الجراحون لا تؤدي غالبًا إلى الوفاة ،لا كسور العظام ولا
إصابات الحروق من الدرجة الثانية ولا عمليات العين والأنف
والأذن والحنجرة تؤدي إلى الوفاة ،بعض أولئك ماتوا على أرض
ليست أرضهم.
120