Page 122 - Pp
P. 122
ترسل سيارة لأخذها في ظرف يومين ،لكنهم لم يوفوا بالعهد،
فيجب متابعة هذا الموضوع في الغد.
بعد عشرين دقيقة ،أفسحت له طري ًقا للدخول إلى المنزل،
كانت أمها تجلس على كرسي في الصالة ،وقد نأت بنفسها بعي ًدا،
مغ َمضة العينين وقد سرحت ذراعيها على فخذيها ،وحين اتضح
لها صوت ابنتها قالت :هل عدت؟ والتفتت لتقبلها مارتينا على
جبينها قبلة خاطفة وقالت لمصطفى :هي كذلك ،أحيا ًنا تنام
وهي جالسة ،لقد أدركت الشيخوخة مصحوبة بما يشبه فقدان
الذاكرة .أحيا ًنا عندما تعود إلى المنزل لا تتع َّرف عليها أمها ،قد
تخلط بينها وبين كاترينا أختها التي تزوجت في البرتغال ،أو
بينها وبين نيكول أختها التي تز َّوجت في السويد ،وعندما حدث
أن جاء معها ذلك الشاب الذي من الإكوادور ،ظنته أخاها الذي
في أمريكا .قال :يعني هذا أن على كل شخص ،قبل أن يقابلها ،أن
يعلِّق ورقة يدرج فيها اسمه وعمره وجنسيته ،مثل تلك الورقة
التي يعلقها المستشفى في إبهام المتوفى قبل نقله إلى الثلاجة.
شحب لونها ،قالت :يكفي هذا.
لا شك أنه تساءل عن هذا التقلُّب الذي حصل في وضعها،
لقد خرجت من المستشفى وكانت على غير ما هي عليه الآن،
قال :مارتينا ،أنت في وضع لا يسمح لي بالبقاء ،ربما نأتي ثانية
إلى المنزل من أجل ما في صندوقك الزجاجي ،لأطلع على كل ما
أعطيتني من معلومات عنه.
لم تكن مارتينا قد تق َّدمت خطوة في مكانها ،على الكرسي
المحاذي لها جلست ،فسألها :إذا كنت في حاجة لي قولي ذلك.
122