Page 109 - Pp
P. 109
لم تصدق أنها كانت تسمع منه ذلك ،فقالت:
-أنك بالتأكيد لا تعرف ما تقول وربما تجهل الحدود التي
يجب أن تكون بين كل شخصين لا يعرفان بعضهما.
-أرجو ِك دعيني أوضح لك موقفي من هذه الأشياء.
-أنا التي أرجوك ،ليس لدي الكثير من الوقت لألتحق بعملي.
تقدم الرجل إلى الكرسي يسحبه قلي ًل ويدعوها للجلوس،
أرادت أن تثنيه عن عزمه لكن بات واض ًحا أنه لا يريد أن يسمع
منها اعترا ًضا ،بل كان مصم ًما على أن تجلس لتسمعه ،وعندما
لم يعد لديها القدر الكافي من قوة التحمل ،طلبت منه وبرجاء أن
يغادر الغرفة إلى أي غرفة أخرى ،ثم يعود إليها فيما بعد بعدما
تكون قد هيأت نفسها للخروج ،ليست أكثر من عشر دقائق على
أكثر تقدير .مع ذلك ،عندما خرجت من الغرفة بعد عشر دقائق،
شعرت أنها ليست غاضبة من تصرفه معها ،وستنسى الأمر
رغم ما فيه من غرابة ،وفي الوقت المح َّدد كما في كل يوم وصلت
إلى الردهة.
بعد ذلك حدثت هناك تطورات أخرى ،عندما عرفت من زميلات
لها يسك َّن مثلها في المبنى الملحق بالمستشفى ،شيئًا عن ذلك
الرجل الذي دخل عليها في الغرفة ،سمعت من إحداهن بعد يومين
من هذا الذي حدث ،أنه أعطى الحق لنفسه في أن يفتح دولابها
الشخصي بحضورها وراح يقلب في الملابس المعلقة ،مبد ًيا رأيه
في ألوان الفساتين وموديلاتها وأنها راحت تجادله وتخالفه
الرأي أو تؤيده ،لكنها توصلت معه إلى حلول وسطى بهذا الشأن،
وقد قالت لها زميلة أخرى إنه فتح أحد أدراج دولابها وقلَّب في
109