Page 102 - Pp
P. 102
أحسنت .طلب الرجل الذي يركب الحصان مني أن أجرب حظي
بالصعود فوق ظهر الحصان الأسود ،في البداية ارتبكت ،وقلت:
أنا أركب فوق ظهر الحصان! قال أسرع ،تعال .فما توانيت ولا
تر َّددت ،أشار الرجل بيده وصاح :تعال .وربما أعطى إشارة
معينة إلى من يعرفهم فارتفعت الموسيقا بالإيقاع السابق نفسه،
لمحته يلكز بركبته وحذائه لكزات معينة استجاب لها الحصان،
هكذا سارت الأمور .أسرع الرجل الذي كان في استقبالي بمد
يد العون وأنا أضع قدمي اليسرى في الركاب ،وعندما اطمأن
إلى وضعي فوق ظهر الحصان سلَّمني الحبل وأمسكت باللجام،
وعندما لامس حذائي بطنه وجدت نفسي مدفو ًعا في الهواء
قبل أن يخطو خطوتين ،وقعت على الأرض وانقلبت مستلقيًا
على ظهري ،تش َّوش بصري وأنا أتطلَّع للسماء فوجدتها داكنة.
تحلَّق حولي كثيرون ،كانت الموسيقا عالية والأصوات شجعتني
على تجربة ح ِّظي من جديد ،لاح لي وجه من هو فوق الحصان
الأحمر ،وعندما التقت نظراتنا سألني عما حدث ،رفعت أعلى
جسمي وأسندت ثقلي على مرفقي فتراجع بعضهم إلى الوراء،
آنذاك لمحت الحصان الأسود يتحرك بعي ًدا وسمعت حمحمته
المتقطعة عندما هز رقبته للأعلى والأسفل هزات متتالية ،كان من
دون سرج.
قلت :أرخى أحدهم السرج فوقعت.
قال :كان عليك فحصه بنفسك قبل أن تصعد.
وهز الحبل هزة خفيفة قبل انصرافه.
تذكرت الفتاة ،لا أعرف اسمها ولا عنوانها ،كنت أحتاج لمكان
102