Page 98 - Pp
P. 98

‫لا مشاكل عندي‪ ،‬لكني ح ِذر ج ًّدا‪ ،‬أستطيع القول إني أستشعر‬
‫المشكلة فأحلها قبل أن تقع‪ ،‬وبالنسبة لما حصل‪ ،‬كانت سرعة‬
‫الرجل وهو يس ِّدد قبضته فاقت حذري‪ ،‬المؤلم بالنسبة لي أي ًضا‬
‫ليس الضربة فهذه يمكن الشفاء منها مع الوقت‪ ،‬لكن قناعتي بأن‬
‫الحذر لا يؤدي دائ ًما إلى نتائج مضمونة العواقب‪ .‬خرجت من‬

                              ‫الكافيتريا ومذاق الدم في فمي‪.‬‬
‫بدل أن أذهب إلى عملي ذهبت إلى مستشفى الأسنان التخ ُّصصي‪،‬‬
‫أعرف طالبا في كلية طب الأسنان يتد َّرب هناك لعله يساعدني‪،‬‬
‫بحثت عنه وأنا أقطع داخل المستشفى ممرات طويلة‪ ،‬سائ ًل عن‬
‫المكان الذي يتدرب فيه طلاب سنة التخرج من دون أن أشرح لأحد‬
‫ما أعانيه في مقدمة أسناني‪ ،‬فشلت وما وصلت لمن أعرفه‪ ،‬لكني‬
‫وصلت إلى إحدى غرف الفحص وقد توقف نزف الدم‪ ،‬سألتني‬
‫الممرضة الجالسة وراء مكتب عند باب الغرفة عما أشكو منه‪،‬‬
‫ففتحت فمي أريها موطن الألم‪ ،‬وأوضحت لها معاناتي من دون‬
‫الدخول في تفاصيل ما حدث‪ ،‬سجلت الممرضة اسمي وعمري‬
‫ونوع عملي على ورقة أعطتني إياها‪ ،‬وسجلت المعلومات نفسها‬
‫في سجل أمامها قبل أن تشير لي بالجلوس على أحد الكراسي‬
‫قربها‪ ،‬وأن أنتظر دوري‪ ،‬قلت‪ :‬هل هناك أحد قبلي سيدخل غرفة‬
‫الفحص؟ قالت‪ :‬لا‪ ،‬ما إن تخرج المريضة داخل غرفة الفحص‪،‬‬

                                                ‫تدخل أنت‪.‬‬
‫غادرت الممرضة مكانها وتركتني وحدي‪ .‬كان باب غرفة‬
‫الفحص نصف مفتوح مما أتاح لي رؤية طبيبة الأسنان منشغلة‬
‫في معاينة فم الفتاة وقد استسلمت لها تحت النور المسلَّط على‬

                                                                              ‫‪98‬‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103