Page 95 - Pp
P. 95

‫الكشك‬

‫من شباك غرفتي صبا ًحا‪ ،‬تابعت سير الاستعدادات لوضع هيكل‬
‫ذلك الكشك الخشبي‪ ،‬عند سياج المتن َّزه‪ ،‬هناك كشك آخر قريب‬
‫منه موجود منذ سنوات وصاحبه رجل طاعن في السن لا يرى‬
‫جي ًدا وسمعه ثقيل‪ .‬في الظهر ذلك اليوم وأنا ذاهب إلى عملي بحكم‬
‫دوامي الذي يبدأ ظه ًرا وعند الكشك رأيت من مكاني رفوف‬
‫الكشك قد نصبت‪ ،‬وانتبهت لرجل واقف داخله‪ ،‬رفع يده يحييني‬
‫ومعها قال‪ :‬تف َّضل يا أستاذ‪ ،‬تعال‪ ،‬لن تتأخر عن الدوام إذا ما‬

                                        ‫شربت عندي شيئًا‪.‬‬
‫تركته مكتفيًا برفع يدي له‪ .‬ما راق لي كلامه معي ولا دخل‬
‫مخي‪ ،‬بهذه السرعة عرف أني مدرس وعرف الوقت الذي يبدأ‬
‫فيه دوامي‪ ،‬فلا ينقصه بعد هذا إلا أن يعرف أين أذهب مسا ًء‬

                                                ‫وغير ذلك!‬
‫عند الخامسة رجعت إلى البيت وعند الكشك رأيته واق ًفا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬الله يكون في عونك يا أستاذ‪ ،‬التدريس مهنة شاقة‪ .‬غيَّرت‬
‫ملابسي وأخذت قس ًطا من الراحة بعدها خرجت‪ .‬عند الكشك‬

                                      ‫رفع الرجل يده وقال‪:‬‬
‫‪ -‬تفضل أستاذ اشرب لك حاجة‪ ،‬عندي جميع المشروبات‪،‬‬
‫تعال وصدقني لن تتأخر على «مقهى الجندول»‪ ،‬وحتى لو تأخرت‬

                                                                              ‫‪95‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100