Page 100 - Pp
P. 100
جسمها ،والنظر إلى كتبها ودفاترها في حقيبة الجلد المفتوحة التي
تحملها ،سارت بجواري بعد ذلك ،قالت وهي تلتقط أنفاسها :لا
أدري كيف يكون مصيري لولاك ،لقد أنقذت حياتي .وأمسكت
بذراعي مجد ًدا ،لم أسألها أين سنمضي م ًعا لأنني متأكد ،عندما
خرجنا من المستشفى أننا سوف لا نفترق .كنت مزه ًّوا بفكرة
أنني أنقذت حياتها ،على الأقل سيكون هذا الشعور لكلينا بداية
جيدة ،قالت :كنت ذاهبة إلى الكلية صبا ًحا وما دار بخلدي أب ًدا
أنني سأدخل المستشفى الاختصاصي ،فهذا بعيد عن مخططي،
ما عانيت من ألم في أسناني ولا تسوس ولا أي شيء آخر ،لكن
الباص الذي أقلني توقف بشكل مفاجئ فاندفع وجهي إلى مسند
المقعد الذي أمامي فضربته بمقدمة أسناني .وفتحت فمها لأرى
مقدمة أسنانها .قلت لها :لم يكن ذلك سيئًا فقد كان السبب في
وجودنا م ًعا .قالت :هل تعتقد ذلك؟ قلت :هذا مؤكد.
ابتعدنا عن المستشفى ونحن نسير باتجاه منطقة الميدان ،ما
فكرت بالذهاب إلى هناك لكن ما دامت معي تقبَّلت ذلك ،فكرت أن
نجلس في مكان هادئ ،ولعلها توافق على الفكرة ما دامت في حالة
تش ِّجعها على البقاء معي ،غير أن ما رأيته ونحن نطل على الميدان
غيّر من رأيي .كان الناس يسدون منافذ الدخول إليه ،وبينهم
رأيت المراسلين الأجانب وكاميرات التلفزيون المحمولة ،آنذاك
طرأت لي فكرة أن أصحب الفتاة وندخل بين الناس في الميدان
لنكون قريبين من الحدث ،لا شك أنه سيعجبها وما عارضت.
علت أصوات المزامير وضربات الطبول من أماكن متفرقة،
فابتسمت ،قلت :سأريك الأعلام الخفاقة ومن تنكر بأزياء
100