Page 101 - Pp
P. 101

‫المحاربين‪ .‬فتتشبث بذراعي أكثر‪ ،‬تقدمنا إلى وسط الميدان‪،‬‬
‫فالتصقت بي عندما أحاط الحشد بنا وأصبحت دائرة واسعة‬
‫حولنا‪ .‬وغير بعيد رأيت الكراسي قد ُص َّفت في صفوف‪ ،‬بعضها‬
‫وراء بعض‪ ،‬شغل الناس فو ًرا معظمها ونظروا أمامهم كما لو‬
‫أنهم ينظرون إلى خشبة مسرح‪ .‬توقفت الموسيقا فجأة‪ ،‬وسارع‬
‫أحدهم يبعد بعض من كاد يلاصقنا‪ ،‬وبعدما اطمأن إلى ذلك م َّد‬
‫يده صافحني وصافح الفتاة‪ ،‬وبسبب الضجة ق َّرب فمه من‬
‫أذني وقال إنه انتظرنا طوي ًل‪ ،‬قلت للفتاة إنها دعوة للمشاركة‬
‫في الاحتفال‪ .‬ما حسبت الفتاة لهذا الامر حسا ًبا‪ ،‬قلت لها‪ :‬متى‬
‫أردت المغادرة نغادر م ًعا‪ .‬ولأني متأكد من ثقتها بي‪ ،‬ما انتظرت‬
‫جوا ًبا على ما قلته‪ ،‬سار الرجل يفسح لنا الطريق إلى كرسيينا في‬
‫المقدمة‪ ،‬سألنا‪ :‬هل كل شيء على ما يرام؟ هززت رأسي بالإيجاب‪،‬‬
‫أصبح بالإمكان رؤية ما يجري أمامنا جي ًدا الآن‪ ،‬كنت سعي ًدا‬
‫برؤية أحدهم يمتطي ظهر حصان أحمر وفي الوقت نفسه يمسك‬
‫بلجام حصان أسود بجانبه‪ ،‬انتبهت إلى أنه ينظر نحوي طيلة‬
‫الوقت‪ .‬ارتفع صوت الموسيقا فبدأ الحصان الأحمر يؤدي بعض‬
‫الحركات مستجيبًا لما سمعه‪ ،‬ح َّرك أطرافه الأمامية بالتناوب‬
‫ورفع رأسه عاليًا وأنزله إلى أسفل‪ ،‬والرجل فوق الحصان ما‬
‫أبعد نظراته عني‪ ،‬أشاح بوجهه مرغ ًما عندما استدار الحصان‬
‫إلى هذه الجهة أو تلك‪ ،‬ولكن سرعان ما عاد إلى وضعه السابق‬
‫من دون أن يتخ َّل عن لجام الحصان الثاني‪ ،‬كانت صيحات‬
‫الحشد تش ِّجعه‪ ،‬والفتاة بجانبي تراقبه‪ ،‬وعندما توقفت الموسيقا‬
‫سكنت حركات الحصان‪ ،‬ص َّفق الحشد وصاح بعضهم‪ :‬أحسنت‪،‬‬

                                                                             ‫‪101‬‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106