Page 17 - Pp
P. 17

‫وبسبب أن «مازن» مو َلع بهذه الأفلام‪ ،‬ويحب ممثليها‬
‫وممثلاتها‪ ،‬علَّق على الحائط فوق سريره صورة لـ«جيمس بوند»‬
‫وهو يمسك بمسدسه الشهير‪ ،‬وهذا أمر عادي بالنسبة إليه‪ ،‬ما‬

          ‫دام لا يسبب مشكلة مع أحد ممن يشاركونه الغرفة‪.‬‬
‫في تلك الليلة كانت الخفارة المسائية لشاب‪ ،‬كان قبل هذا الوقت‬
‫بسنوات يدرس الفلسفة في جامعة كمبردج ذات الشهرة العالمية‪،‬‬
‫لكنه لم يكمل الدكتوراه فيها‪ ،‬عاد للعراق بشهادة الماجستير‪،‬‬
‫وعيِّن بقسم الفلسفة بكلية الآداب‪ /‬جامعة بغداد‪ ،‬وأول تعيينه‬
‫سكن «دار الطلبة» وكان عاز ًبا‪ ،‬وبما أن السكن مخ َّصص للطلاب‬
‫فقط‪ُ ،‬طلب منه مقابل هذا الاستثناء أن يكون ضمن مجموعة‬
‫المش ِرفين على حضور الطلاب وتأخرهم بعد العاشرة مساء‪ ،‬وكل‬
‫الذي كان يقوم به هو المرور على بعض غرف الطلاب للاطلاع‬
‫والتدقيق في الحضور‪ ،‬ومع أنه كان يرى أن عمل المشرف هذا لا‬

                   ‫يليق به‪ ،‬إلا أنه أ َّدى عمله هذا على مضض‪.‬‬
‫في هذه الليلة دخل المشرف الغرفة التي يقيم فيها مازن فوقع‬
‫بصره على صورة جيمس بوند‪ ،‬وهناك وقف أمام الصورة‬
‫المعلقة على الحائط يد ِّقق النظر في جزئياتها‪ ،‬أحيا ًنا تظهر نظرات‬
‫عينيه الإعجاب بها‪ ،‬وأحيانا تظهر عدم الرضى‪ ،‬بعدها التفت إلى‬

                                             ‫مازن‪ ،‬وسأله‪:‬‬
                                     ‫‪ -‬هذه الصورة لك؟‬
                                   ‫قال مازن‪ :‬نعم هي لي‪.‬‬
‫قال‪ :‬اتركنا من موضوع أن هذا الممثل مشهور يعرفه القاصي‬
‫والداني‪ ،‬وأن ليس فيها عيبًا أخلاقيًّا‪ ،‬لكني أرى أن ترفعها من‬
      ‫مكانها وبالسرعة الممكنة‪ ،‬لئلا يسلخ جلدك دباغ الجلود‪.‬‬

                                                                               ‫‪17‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22