Page 19 - Pp
P. 19

‫رسالة إلى موِّزع البريد‬

‫بواسطة مو ِّزع البريد «كاظم»‪،‬كانت خدمة البريد في مدينت َك لا‬
‫تقل دقة وانضبا ًطا عنها في أي بلد متق ِّدم‪ ،‬هناك على المرء أن‬
‫يكتب اسم الشخص واسم الشارع ورقم البناية أو المنزل ثم‬
‫الرمز البريدي للمدينة واسمها ثم يضع الطابع على الظرف‪،‬‬
‫تصل رسالت َه إلى من بعثها مئة بالمئة‪ ،‬وفي أقصى سرعة‪ ،‬ومن‬

                                         ‫دون ذلك لا تصل‪.‬‬
‫في مدينتك تصل الرسالة إليك من دون تلك التفصيلات على‬
‫الظرف‪ ،‬يكفي فقط‪ :‬اسم البلد‪ ،‬واسم المدينة‪ ،‬وتحتها اسم المرسل‬
‫إليه‪ ،‬لماذا؟ لأن كاظم مو ِّزع البريد قد عرفك معرفة الخبير الذي لا‬
‫تفوته شاردة أو واردة‪ ،‬من خلال عدد الرسائل التي تصل إليك‬

                                         ‫بين فترة وأخرى‪.‬‬
‫مرة وصلتك رسالة‪ ،‬على الظرف كتب وبالإنجليزية‪ :‬العراق‪/‬‬
‫بابل وبعدها اسمك‪ ،‬هذا كل ما على الطرف‪ ،‬فأوصلها كاظم مو ِّزع‬
‫البريد لك‪ ،‬لكن‪ ،‬ليس كما اعتاد إيصال رسائلك إلى البيت‪ ،‬بل سلمك‬
‫إياها يوم وصولها في مقهى «الجندول» التي اعتدت الجلوس فيها‬

          ‫عص ًرا‪ ،‬لإحساسه أن تلك الرسالة مهمة بالنسبة إليك‪.‬‬
‫دعو َت كاظم للجلوس مع َك في الجندول‪ ،‬وبينما هو يشرب‬
‫الشاي الذي طلب َته له‪ ،‬قال بنو ٍع من الأسف‪ :‬هل تعلم أني أوصل‬

                                                                               ‫‪19‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24