Page 20 - Pp
P. 20

‫الرسائل للناس منذ عشرين عا ًما وأنا لم أتسلَّم يو ًما رسالة‬
                           ‫باسمي‪ ،‬ولا كتب ُت واحد ًة إلى أحد!‬

‫في اليوم التالي قبل الظهر كن َت في مبنى «دائرة البريد والبرق»‬
‫القريبة من مركز المدينة‪ ،‬وعند طاولة صغيرة جلس َت‪ ،‬أخرج َت‬

            ‫قل ًما وورقة وظر ًفا من حقيبتك‪ ،‬وفي الورقة كتب َت‪:‬‬
‫أخي كاظم‪ /‬تحية مع َّطرة برائحة الورد‪ /‬ته ُّمني رؤيتك كل‬
‫يوم‪ /‬أنت نافذتي التي أطل منها إلى العالم‪ /‬تحياتي لك ولعائلتك‬

                        ‫الكريمة فر ًدا فر ًدا و ُدم بخير لمحبيك‪.‬‬
                           ‫ثم كتب َت اسم َك وتحته توقيع َك‪.‬‬

‫طوي َت الورقة وأدخلتها الظرف وأحكم َت غلقه‪ .‬كتب َت عليه‪:‬‬
‫«من مدينة ال ِحلّة وإليها»‪ ،‬تحتها كتب َت‪ :‬إلى دائرة البريد والبرق‪.‬‬

           ‫وتحتها‪ :‬إلى موزع البريد كاظم حسوني المحترم‪.‬‬
‫وفي أسفل الظرف كتب َت‪ :‬شك ًرا لساعي البريد الذي يوصل له‬

                                              ‫هذه الرسالة‪.‬‬
‫بعد أن تأكد َت أن كل شيء ت َّم بشكل صحيح وكامل‪ ،‬اشتري َت‬
‫طاب ًعا من شباك بائع الطوابع البريدية‪ ،‬ألصقته في الزاوية اليمنى‬

                                                    ‫العليا‪.‬‬
‫قبل أن ُتدخل الظرف في فتحة الصندوق الأحمر الذي كان‬
‫خارج مبنى البريد‪ ،‬رأي َت «كاظم» قاد ًما ليدخل دائرة البريد‬
‫والبرق‪ ،‬سلم َت عليه وصافحته‪ ،‬ثم دفع َت بالظرف إلى داخل‬

                                         ‫الصندوق الأحمر‪.‬‬

                                                                              ‫‪20‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25