Page 21 - Pp
P. 21
ديك وديك
كان عد ُد الأفراخ عشرة عندما جلبتهن معي إلى البيت ،لكن
الأقدار لم تع ِط فرصة الحياة الا لخمسة منهن ،أربع دجاجات
وديك واحد ،له عرف أحمر كبير يه ُّزه عندما يجعل دجاجاته
يأتمرن لأمره أو يغضب ،أما ألوان ريشه فبعضها يبدو أشد
لمعا ًنا عندما تسقط عليه أشعة شمس ما بعد الظهر.
في البداية كان صياحه عند الفجر مصدر إزعاج لي ،لأن شباك
غرفتي يطل على الحديقة ،التي هي ملعبه ،يصول فيها ويجول،
ما رأيت مثله دي ًكا نشي ًطا من قبل .كانت حديقة منزلنا جنَّة له ما
بعدها جنة ،أخذها طو ًل وعر ًضا والدجاجات تحت جناحيه ،ناب ًشا
بأظفاره الأرض ،وهن قانعات برعايته التي ما بعدها رعاية،
يفعل بهن ما يشاء ،أليست الدجاجات دجاجاته! أليس هو وحده
المسؤول عن تنفيذ طلباتهن ورغباتهن وحمايتهن ،ك َّن يق ِّدرن
حنانه هذا وهن في كنفه ،إلا تلك الدجاجة بنيَّة اللون ،كانت تريد
منه حنا ًنا أكثر من صويحباتها ،تريد أن تكون محظيته المفضلة،
وبالفعل نالت هذه ما تريد من الديك ،لأنها لم تجد من تردعها
وتوقفها عند حدها ،وتفهمها على طريقة الدجاج ،أن الديك ديكهن
جميعهن وليس لها وحدها ،فما من حقها الانفراد به.
21