Page 28 - Pp
P. 28

‫ولأن عميل المخابرات لا يريد أن تضيع الفرصة من يده وهو‬
‫العارف والخبير بأهمية هذا الرجل وانتشار اسمه والصدى الذي‬
‫سيخلفه السماع بموته‪ ،‬طلب من الجنود معه أن يتركوه وحده‬
‫مع تشي‪ ،‬حينها سحب البيريه من رأسه قائ ًل‪ :‬معي ستكون‬

                                           ‫البيريه في مأمن‪.‬‬
‫دس البيريه في جوربه‪ ،‬وأنزل عليها طرف أسفل بنطلونه‪،‬‬

                                ‫وخرج من الصف المدرسي‪.‬‬
‫تطوع الرقيب «ماريو تيران» لتنفيذ الحكم‪ ،‬أشرف عليه العقيد‬
‫«خواكين زينتينو أنايا» قائد الحملة بينما انسحب «رودريغيز»‬
‫إلى السيارة العسكرية التي أوصلته‪ ،‬ليضع البيريه في مخبأ لا‬
‫ينوشه أحد‪ ،‬ولا حتى الرئيس البوليفي «رينيه بارينتوس» الذي‬
‫سارع بالمجيء بنفسه للتأ ُّكد من تنفيذ الإعدام فجيفارا في رأيه‪،‬‬

      ‫رغم أنه عد ُّوه‪ ،‬رجل ولا كل الرجال‪ ،‬رجل بسبعة أرواح‪.‬‬
‫في منزله في فلوريدا‪ ،‬سارع «رودريغيز» بإخفاء البيريه في‬
‫زاوية خزانة لا تصل إليها يد زوجته التي تضع أناقتها على رأس‬
‫أولوياتها‪ ،‬لكنَّها وصلت بمصادفة إليها‪ ،‬عندما كانت تجمع من‬
‫خزانة زوجها وخزانتها‪ ،‬كما في كل عام‪ ،‬ملابس وأغطية‪ ،‬في رأيها‪،‬‬
‫ما عادت تصلح للاستعمال‪ ،‬تجمعها في كيس كبير من البلاستيك‬
‫وتتصل بعدها بالهلال الأحمر ليأخذوا الكيس ويتص َّرفوا بما فيه‪،‬‬
‫وقد استغربت من زوجها طبعه في احتفاظه أحيا ًنا بأشياء غريبة‬
‫فترميها دون أن يأخذ باله من اختفائها‪ ،‬هذه الم َّرة‪ ،‬استهجنت‬
‫في س ِّرها أن زوجها أخفى بيريه تنبعث منه رائحة غير مقبولة‪،‬‬

              ‫وعليه بقع من دماء تيبَّست‪ ،‬وأصبح لونها قات ًما‪.‬‬

                                                                              ‫‪28‬‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33