Page 31 - Pp
P. 31

‫حفلة الموز‬

‫إذا أردت أن تمتِّع نظرك وتزيد أو تق ِّوي من شحنة إقبالك على‬
‫الحياة‪ ،‬فما عليك إلا أن تم ِعن النظر في «التفاح اللبناني» الذي‬
‫يعرضه «أبو ناصر» في محله‪ ،‬على يسارك قبل أن تدخل شارع‬

                   ‫المتنبي ظه ًرا لتذهب إلى «مطعم الإخلاص»‪.‬‬
‫التفاح عند «أبو ناصر» غير التفاح المعروض في المحلات‬
‫الأخرى‪ ،‬لطالما أدهشك لمعان قشرته سواء كانت حمراء أو‬
‫صفراء‪ ،‬أما عذق الموز الذي أنزله بواسطة حبل من القنَّب أمام‬
‫واجهة المحل‪ ،‬قد تضربه بمقدمة رأسك وأنت تمر على الرصيف‪،‬‬
‫فله حكاية‪ ،‬الموز غير متو ِّفر إلا في أماكن معينة‪ ،‬وسعره لا يقدر‬

                                     ‫عليه إ َّل قلَّة من الناس‪.‬‬
‫إذا خطر لك أن تسأل أبا ناصر عن سعر الكيلو لأي من‬
‫الفاكهة التي يعرضها فإنه يتم َّعن فيك أو ًل ثم يجيبك وهو لا‬
‫ينظر إليك قائ ًل‪ :‬هذا ليس من أكلك‪ .‬ربما له الحق في ذلك‪ ،‬لأن‬
‫زبائنه لا يسألونه عن سعر هذا أو ذاك من الفاكهة‪ .‬يزن لهم ما‬

                           ‫طلبوه‪ ،‬بعدها يسألونه عن السعر‪.‬‬
‫وصلتك بعض الأخبار‪ :‬أن نوري السعيد رئيس وزراء العراق‬
‫قبل سقوط الحكم الملكي ‪ ،1958‬كان من زبائنه‪ ،‬وقد شاهده‬
‫كثيرون يوقف سيارته أمام محله‪ ،‬بعدما ينزل منها‪ ،‬يسلِّم على‬

                                                                               ‫‪31‬‬
   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36