Page 27 - Pp
P. 27

‫بيريه جيفارا‬

‫فهم جيفارا أنه وصل إلى الطريق الذي لا يفضي إ ّل إلى نهايته‪،‬‬
‫بعدما اندفع جنود بوليفيا بكامل أسلحتهم القتالية وأحاطوا‬

                            ‫بالوادي الذي كان مقرا لعملياته‪.‬‬
‫أصابت الرصاصة الأولى التي سددت إلى ساقه فه َّشمت‬

              ‫عظمها‪ ،‬أما الثانية فقد ح َّولت بندقيته إلى حطام‪.‬‬
‫قاده الجنود إلى مدرسة مهجورة في قرية «لاهيغويريا»‬
‫فاستطاع هناك أن يرى جثث رفاقه تراكمت فوق بعضها في ساحة‬
‫المدرسة‪ .‬في تلك الأثناء لم يكن العقيد «خواكين زينتينو أنايا»‬
‫الذي قاد الحملة العسكرية ولا عميل وكالة المخابرات المركزية‬
‫المعروف باسم «فيليكس رودريغيز» الذي حضر بسرعة تفوق‬
‫سرعة الضوء‪ ،‬يعرفان شيئًا عن كيفية التعامل معه‪ ،‬هل س ُيقتل‬
‫أم س ُيحاكم أم يتم إرساله إلى مكان س ِّري للاحتفاظ به‪ .‬كانا‬
‫ينتظران الأوامر أن تأتي من هناك ليتدبرا الأمر‪ ،‬بينما جيفارا قد‬

                    ‫ُترك مطرو ًحا على أرض صف في المدرسة‪.‬‬
‫عندما تبيَّن الخيط الأسود من الخيط الأبيض في اليوم التالي‪،‬‬
‫وصل أمر تنفيذ الإعدام صاد ًرا عن الرئيس البوليفي نفسه‪ ،‬تلقاه‬

                                   ‫أو ًل عميل المخابرات ذاك‪.‬‬
‫كان تشي حينها ينزف د ًما لم يتوقف‪ ،‬دخل عليه رودريغيز‬

 ‫شفرة وأخبره‪ :‬إنك يا جيفارا‪ ،‬قاب قوسين أو أدنى من الموت‪.‬‬

                                                                              ‫‪27‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32