Page 32 - Pp
P. 32

‫أبي ناصر ويطلب منه أن يزن له كيلو من هذا وكيلو من ذاك‪ ،‬ثم‬
‫يعطي حساب مشترياته دون أن يسأل عن الأسعار‪ ،‬ومع السلامة‪.‬‬
‫من زبائنه أي ًضا‪ :‬عبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية العراقية‬
‫قبل انقلاب حزب البعث على حكمه في ‪ ،1968‬وقد أتى مرا ًرا يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬يوم عطلته‪ ،‬ليجلس في تلك المقهى الواقعة أمام محله‬
‫تقريبًا‪ ،‬في الجهة المقابلة من شارع الرشيد‪ ،‬وليس في حمايته‬
‫غير مف َّوض في الشرطة‪ ،‬ولا أحد غيره‪ ،‬اشترى منه مرة دون أن‬

    ‫يسأل عن سعر كيلو التفاح أو البرتقال وغير ذلك‪ ،‬ومضى‪.‬‬
‫بعد أن تناول َت طعام الغداء في مطعم الإخلاص ف َّكر َت في زيارة‬
‫الأصدقاء‪ ،‬وهم يقيمون هنا‪ ،‬في شقة تقع في البناية المجاورة‬
‫للمطعم‪ ،‬ومن المؤكد أن أغلبهم عاد الآن من أكاديمية الفنون أو‬

                         ‫من الكلية التي يدرس بعضهم فيها‪.‬‬
‫في داخل الشقة دار الحديث حول «أبو ناصر» بائع الفاكهة‬
‫لأنه قال لأحدهم اليوم قبل مجيئه للشقة‪« :‬هذا ليس من أكلك»‪.‬‬

                        ‫عندما سأله عن سعر الموزة الواحدة‪.‬‬
‫أثناء الحديث عن أبي ناصر‪ ،‬قام «مثنّى» إلى المطبخ‪ ،‬أخذ شيئًا‬

      ‫أخفاه في جيبه‪ ،‬ومن دون سؤال ولا جواب‪ ،‬غادر الشقة‪.‬‬
‫بعد أقل من عشر دقائق عاد مثنى وهو يسند عذق الموز‪،‬‬
‫بطوله وعرضه‪ ،‬إلى صدره‪ ،‬فعقدت الدهشة لسان الجميع أول‬
‫الأمر‪ ،‬ولكن بعد أن تف َّهم الجمع الوضع‪ ،‬هاجوا وماجوا‪ :‬كيف‬

                                       ‫حصل ذلك يا مثنى؟‬
‫قال‪ :‬الفضل لهذه السكين‪ ،‬هي التي قطعت حبل القنَّب في‬
‫ضربة واحدة‪ ،‬لم تع ِط أبا ناصر فرصة لتبين أن عذقه المد َّل‬

                                                                              ‫‪32‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37