Page 37 - Pp
P. 37

‫قال قاسم‪ :‬أكتب لك خطا ًبا ضد من!؟‬
                                ‫قال سليم‪ :‬ضد إشرائيل‪.‬‬

                      ‫قال قاسم‪ :‬ما ينفع يا سليم ما ينفع‪.‬‬
‫كانت حرب السادس من أكتوبر ‪ 1973‬على أش ِّدها عندما جاء‬
‫سليم إلى الجندول‪ ،‬عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم‬
‫أسطورة دفاعات خط بارليف‪ ،‬على طول الشاطئ الشرقي للقناة‪،‬‬
‫وما عاد الانتصار الكامل على إسرائيل إ َّل قاب قوسين أو أدنى‪.‬‬
‫ولكن أحدثت إسرائيل ثغرة في صفوف الجيش المصري‪ ،‬عرفت‬
‫بـ«ثغرة الدفرسوار» وسرعان ما ط َّوقت الجيش الثالث المصري‬

        ‫بالكامل‪ ،‬ووصلت زحفها إلى طريق السويس‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫أربكت الثغرة الشارع العربي فخرجت مسيرات احتجاج ضد‬
‫إسرائيل‪ ،‬من ضمنها المسيرة التي انطلقت من محلة وحارة‬
‫«المهدية» والمناطق المحيطة بها‪ ،‬تج َّمع الناس أو ًل في السوق‬

                       ‫الكبير ومنه انحدروا إلى مركز المدينة‪.‬‬
‫انطلق سليم مع المسيرة‪ ،‬وصاح وهو في وسطها‪ :‬ارفعوني‬

                                   ‫لأهتف‪ ،‬ارفعوني لأهتف‪.‬‬
‫رفعه شخص على كتفيه فارتفع صوته عاليًا‪ :‬تشقط إشرائيل‪.‬‬

                               ‫وصاح ثانية‪ :‬تشقط إشرائيل‪.‬‬
‫وانتظر أن يعيد القوم من بعده ما هتف به‪ ،‬لكن ما ر َّدد أحد‬
‫ذلك الهتاف‪ ،‬لماذا؟ سأل نفسه‪ ،‬ألم يسمعوه؟ أو ربما صوته لم‬
‫يعجب الجماهير الغاضبة! فنزل أو ربما أنزلوه‪ ،‬في تلك اللحظة‬
‫تل َّقى سليم ضربة أطارت الشرر من عينيه وسمع من قال‪:‬‬
‫«إشرائيل» يا ابن الكلب! يا مند ّس‪ ،‬تضحك علينا! بعدها يمكن‬

                                ‫تقول لنا بالعبري «شالوم»‪.‬‬

                                                                              ‫‪37‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42