Page 36 - Pp
P. 36

‫«نجيب محفوظ محلَّة وحارة المهد ّية»‪ ،‬قرأت ثلاثيته جميعها‬
‫وأعجبني منها «الشكر َّية» وقرأت له رواية «الشراب»‪ ،‬وقال‪:‬‬

                               ‫يعجبني إحشان عبد القدوش‪.‬‬
              ‫قال عبد الجبار‪ :‬تقصد إحسان عبد القدوس؟‬
‫قال‪ :‬قرأت له‪« :‬النظارة الشوداء» و«الطريق المشدود» و«بنت‬

                                                ‫الشلطان»‪.‬‬
                     ‫قال عبد الجبار‪ :‬تقصد بنت السلطان؟‬
‫قال‪ :‬أريد أن تأخذ بيدي أشتاذ عبد الجبار‪ ،‬تختار مما كتب ُت‬
‫شيئًا وتشلمه لصديقك عبد الرحمن الربيعي شكرتير تحرير‬
‫مجلة الأقلام لينشرها فأشتهر لأني لشت بأقل موهبة من الذين‬

                                  ‫ينشرون في مجلة الأقلام‪.‬‬
‫قال عبد الجبار وهو يطلق حسرة‪ :‬ما ينفع أخ «شليم» ما ينفع‪.‬‬
‫كل يوم يقف سليم أمام المرآة‪ ،‬يقول ممتع ًضا‪ :‬أنا أكره حرف‬

                        ‫الشين (يقصد السين) أكرهه أكرهه‪.‬‬
‫ما نال اليأس من سليم‪ ،‬ما كتب علي بيعي له قصيدة غنائية‬
‫ليلحنها كوكب حمزة‪ ،‬وما ساعده عبد الجبار عباس في نشر‬
‫بعض كتاباته في مجلة الأقلام‪ ،‬فما سمع منهما غير‪ :‬ما ينفع يا‬

                        ‫سليم ما ينفع‪ .‬وهذه في غير صالحه‪.‬‬
‫جاء سليم إلى مقهى الجندول ثانية فقال قاسم محمد‪ :‬للأسف‬

        ‫يا سليم ما وصل عبد الجبار بعد ولا وصل علي بيعي‪.‬‬
‫قال سليم‪ :‬ما أتيت إلا من أجلك‪ ،‬شاعدني وأعنِّي أعانك الله‪،‬‬
‫أعرف أنك ضليع في الكتابة الشياشية‪ ،‬اكتب لي خطا ًبا حماشيًّا‪،‬‬

                                       ‫خطا ًبا ضد إشرائيل‪.‬‬

                                                                              ‫‪36‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41