Page 29 - Pp
P. 29

‫وقع ذلك «البيريه» في يد من كان يفرز قطع الملابس ويصنِّفها‬
‫في الهلال الأحمر‪ ،‬فاستغرب كيف يكون هذا البيريه المتسخ‬
‫بينها‪ ،‬لكنه أعجب بالنجمة الخماسية التي ش َّدت بحزم في مقدمة‬

   ‫البيريه‪ ،‬بشك ٍل لا يمكن انتزاعها إلا بقوة‪ ،‬حاول أكثر فأكثر‪.‬‬
‫صارت النجمة الخماسية عنده‪ ،‬لكن انتزاعها ترك أث ًرا صغي ًرا‪،‬‬
‫أو ثقبًا لا يستحق أن يحاول معه المرء إصلاحه‪ ،‬ليعيد إليه بع ًضا‬

                                    ‫من البهاء الذي كان فيه‪.‬‬
‫كل مجموعة من الملابس تأخذ طريقها إلى الماكنة التي تحزمها‬
‫بغلاف من قماش الخيش‪ ،‬والماكنة نفسها تخيطه‪ ،‬لكن ماكنة‬
‫أخرى هي من تقوم بلف السيور المعدنية حولها‪ ،‬فيصبح ترحيلها‬
‫جاه ًزا‪ .‬ومن قام بكل ذلك العمل لا يعرف بالضبط‪ ،‬إلى أي من‬

                        ‫دول العالم الثالث ستبعث الإرسالية‪.‬‬
                           ‫**‬

‫كان سامر يبحث عن قميص من تلك القمصان التي تعطي‬
‫انطبا ًعا أنها مستوردة‪ ،‬قلَّب الكثير من القمصان لكنه ما وجد‬
‫بعد الذي يلبِّي طلبه‪ ،‬أثناء ذلك عثر بالصدفة على «بيريه» نظيف‬

                                                  ‫ومعتبر‪.‬‬
‫اعتبر سامر أن عثوره على البيريه فأل حسن لمستقبله ككاتب‬
‫مسرحي‪ ،‬أحب سامر المسرح وقرأ لكثير من كتَّاب المسرح في‬
‫الشرق والغرب وبشكل خاص للكاتب توفيق الحكيم وأعجبته‬

                                ‫مسرحية «أهل الكهف» ج ًّدا‪.‬‬
‫بحث جا ًّدا عن بيريه يشبه ذاك الذي على رأس توفيق الحكيم‪،‬‬
‫لكن الأسعار لم تشجعه على شراء واحد‪ ،‬أما في هذا المكان «سوق‬

                                                                              ‫‪29‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34