Page 243 - merit 36- dec 2021
P. 243

‫‪241‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫ونحن نحتفي بإبراهيم‬          ‫الأصالة فشروق معناها‬
     ‫احتفاء راقيًا يستحقه‪،‬‬      ‫وافر لديه ولدى خلصائه‪،‬‬
    ‫بعي ًدا عن فكرة الميلاد‪،‬‬
  ‫وإنما بالقرب من وجاهة‬             ‫معناها الذي يشيع في‬
   ‫وجوده بيننا‪ ،‬وبالتزامن‬          ‫الأنفس جودة وإحكا ًما‬
  ‫مع الأشواق التي تدفعنا‬
    ‫دف ًعا إليه كلما غاب عنا‬         ‫واستقلا ًل وابتكا ًرا‪.‬‬
    ‫لسبب قهري أو انزوى‬          ‫في الصحافة‪ ،‬أفاد إبراهيم‬
   ‫مرغ ًما في ركنه الأسري‬        ‫أجيا ًل متلاحقة‪ ،‬لا زالت‬
     ‫لفرط مرض أو طارئ‬
    ‫من الطوارئ‪ ،‬واستغل‬             ‫تمتدح قيمته‪ ،‬وقد ذاع‬
   ‫الفرصة فقرر أن يتأمل‬        ‫اسمه في الصحافة بالتدرج‬
    ‫المشهد برمته من بعيد‪،‬‬
‫وقلما يفعل بالمناسبة‪ ،‬ففي‬        ‫المنطقي الملحوظ المحمود‪،‬‬
    ‫الطوارئ يعجل بإنجاز‬           ‫من خلال فيوض يراعه‬
      ‫المطلوب منه بإحكام‪،‬‬         ‫في مختلف الأماكن التي‬
  ‫وفي المرض الشديد يغلب‬       ‫تتوجه إليها أنظار الطامحين‬
  ‫إحساسه الكسول ويدنو‬           ‫صحفيًّا‪ ،‬وبمختلف الطرق‬
‫إلينا؛ فالقرب دأبه وميزته‪،‬‬       ‫الصحفية التعبيرية‪ ،‬وقد‬
   ‫وبعده عن دائرته حدث‬            ‫ُولي مناصب مرغوبة في‬
    ‫نادر‪ ،‬دائرته التي تعج‬        ‫رحلته بالصحافة‪ ،‬والآن‬
‫بالصحبة والكلام والمشاعر‬          ‫هو رئيس تحرير مجلة‬
 ‫الجميلة والغناء والأطعمة‬     ‫إبداع المتخصصة التي جمع‬
   ‫والأشربة وصفو مودة‬         ‫تاريخها الزاهر معظم أسماء‬
     ‫الاجتماع ودفئها؛ فلا‬        ‫المبدعين المصريين الكبار‬
 ‫معارك خائبة على منضدة‬           ‫والعرب‪ ،‬ولا يزال إطلاله‬
‫يتصدرها داود‪ ،‬ولا إمعان‬           ‫الصحفي الكثيف الفريد‬
    ‫في قضايا خلافية توتر‬        ‫يغني قراءه ومعجبيه‪ ،‬من‬
    ‫الأجواء‪ ،‬ولا سبيل إلى‬        ‫خلال الصحف والمجلات‬
  ‫إفساد السهرات التي على‬         ‫المصرية الكبيرة الذائعة‪،‬‬
 ‫شرفه‪ ،‬ولو تحالف أشرار‬
                                     ‫وغيرها من الصحف‬
         ‫العالم لإفسادها!‬      ‫والمجلات الشبيهة في البلاد‬
    ‫صدرت لإبراهيم ستة‬
                                             ‫التي حولنا‪.‬‬
       ‫دواوين شعرية تم‬        ‫ُولِد إبراهيم أمين سيد أحمد‬
    ‫تجميعها فى كتاب كبير‬
                                   ‫داود‪ ،‬الشهير بإبراهيم‬
       ‫واحد عنوانه «ست‬              ‫داود‪ ،‬في قرية هورين‬
   ‫محاولات»‪ ،‬جمعتها دار‬          ‫التابعة لمركز بركة السبع‬
                                  ‫بمحافظة المنوفية فى ‪١٥‬‬
     ‫فكرة للنشر والتوزيع‬          ‫سبتمبر من عام ‪،١٩٦١‬‬
      ‫«‪ ،»2009‬وله أربعة‬       ‫مضى الزمن سري ًعا كعادته؛‬
                                  ‫وها نحن نحتفل ببلوغه‬
                                ‫الستين من العمر‪ ،‬غير أن‬
                                 ‫الزمن وهمي في حقيقته‪،‬‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248