Page 238 - merit 36- dec 2021
P. 238

‫العـدد ‪36‬‬                                                        ‫‪236‬‬

  ‫هذه الخاصية بوضوح‪:‬‬                                                                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬  ‫النّسر أكثر تحلي ًقا ورص ًدا‬
      ‫* ال ّنموذج الأول‪:‬‬                                                                                              ‫ويقظة من أنوا ِع ال ّطيو ِر‬
       ‫ال َّظل َا ُم َس َّد ال َّط ِري َق‬               ‫عن الواقعيّ ِة المعيش ِة إلى‬                                ‫الأخرى‪ ،‬كما أ َّن رؤيت ُه تكو ُن‬
                                                     ‫الواقعي ِة ال ّسحري ِة‪ ،‬يستفي ُد‬                                ‫أنفذ وأعم ُق‪ ،‬تص ُل إلى أبع ِد‬
   ‫َو َأ ْق َمار ُه َب ِعي َد ٌة َع ْن َي َد ْي ِه‬                                                                  ‫المسافا ِت‪ ،‬نظر ٌة مركز ٌة‬
   ‫ُه َو َي ْذ َه ُب إِ َل ُه َنا َك ُم ْن ُذ‬            ‫ال ّشاع ُر من هذه التّقني ِة‬
                                                       ‫من أجل بناء التّناقض في‬                                                                        ‫وهادفة‪.‬‬
               ‫َز َم ٍن َب ِعي ٍد‬                                                                                   ‫هذه التّقني ُة نجد لها حضو ًرا‬
   ‫َو َصا َد َق َأ ْش َبا ًحا َأ ِني َق ًة‪..‬‬              ‫ال ّصورة ال ّشعرية عبر‬                                     ‫مكث ًفا في شعر داود‪ ،‬بحيث‬
  ‫لِي ْقنِ َع َن ْف َس ُه َأ َّن ُه ِم ْن َأ ْه ِل‬      ‫توظيف تقنيات ال ّسينما‬                                      ‫مكنته من النّفاذ إلى جوه ِر‬
                                                                                                                    ‫المد ِن وال ّشخو ِص والأمكن ِة‬
                   ‫ال َب ْي ِت‬                            ‫الّتي من بينها التّعتيم‬                                   ‫والأشياء والكش ِف عن‬
‫َي ْس َت ْغ ِر ُب ُخط َواته ُه َناك‪.»..‬‬                 ‫والإضاءة‪ ،‬وفي نصوص‬
                                                                                                                    ‫مكنوناتها الأسطور ّية‬
    ‫* «ال ّنموذج ال ّثاني‪:‬‬                                ‫إبراهيم داود ال ّشعرية‬                                    ‫والتّاريخيّة والحضار ّية‬
     ‫« َأ ْع ِم َد ُة الإِ َنا َر ِة ُم ْت َع َب ٌة‬     ‫َع ْق ٌد لمواءم ٍة شعري ٍة بين‬                              ‫والنّفسية والهامشيّة‪ ،‬وقد‬
‫َول َا ُيو َج ُد َض ْو ٌء َع ُطو ٌف ِف‬                   ‫المتناقضات والمختلفات‬                                      ‫بلورها بشك ٍل أجم ٍل في أكثر‬
                                                         ‫كالموت والحياة‪ ،‬القرية‬
                   ‫ال ُأ ْف ِق‬                        ‫والمدينة والحزن والفرح‪..‬‬                                      ‫من قصيدة‪ ،‬ومن أجواء هذه‬
      ‫َس ُت ْش ِر ُق ِف َي ْو ٍم َما‬                     ‫وال ّضوء وال ّظلام‪ ،‬وهي‬                                                  ‫التّقنية نقرأ المقطع‪:‬‬
‫َس ُت ْش ِر ُق َو َن ْح ُن ِف ال َّط ِري ِق‬             ‫تقنية استفادها من الف ّن‬                                    ‫ُمحتويا ِت‬    ‫ِم ْن‬  ‫َأ ْك َب ُر‬  ‫« َكان ُق ْف ٌل‬
                                                     ‫االلنّ ّمساينذمجائالّّيت‪،‬يوتفيجملاتيلفييبهاعض‬                                                      ‫ال ُغر َف ِة‬
          ‫َخ ْل َف َنا َل ْي ٌل َث ِقي ٌل‬

                                                                                                                    ‫َو ِط ْف ٌل َي ْص ُر ُخ ِط َوا َل ال َو ْق ِت‬
                                                                                                                                         ‫ِف َم َكا ٍن َما‬
                                                                                                                                         ‫َو َأ َ ٌل ِف ال ُك َل‬
                                                                                                                                  ‫َوا ْحتِ َقا ٌن ِف ال َح ْل ِق‬
                                                                                                                    ‫َس ِمي َن ًة‬  ‫َو َكا َن ال ِّش َتا ُء ا ْم َرأ ًة‬
                                                                                                                                                      ‫َث ْر َثا َر ًة‬
                                                                                                                    ‫َم َع َك ِف َم َكا ٍن َضيِّق»‪.‬‬
                                                                                                                    ‫لقد مكنت تقنية «عين النّسر»‬
                                                                                                                    ‫ال ّشاعر من النّفاذ إلى جوهر‬

                                                                                                                    ‫الإنسان المصر ّي وأشيائه‬
                                                                                                                    ‫ال ّصغيرة‪ ،‬مثلما نلاحظ أعلاه‪،‬‬
                                                                                                                    ‫(محتويات الغرفة وبواطن‬
                                                                                                                    ‫الشخص الموصوف) والنّفاذ‬

                                                                                                                    ‫إلى أحاسيسه ومشاعره‬

                                                                                                                    ‫ومشاركته إياها (ألم في‬

                                                                                                                    ‫الكلى‪ ،‬الاحتقان في الحلق‪.)..‬‬
                                                                                                                    ‫وويااللعبمّيسُادينا ِلمتّضا؛ئ اُّصيلتوّإيعل ُترىيا ِتملقفنووياتلةإوالغضرّااسءفواِةُّي‪ِ،‬د‬
                                                                                                                         ‫ِف إبدا ِع صور ٍة تسمو‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243