Page 266 - merit 36- dec 2021
P. 266

‫العـدد ‪36‬‬                        ‫‪264‬‬

                                      ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫تنقل متاهتها إلى القارئ أو المتلقي‬    ‫ترويسة المجموعة‪ ،‬رغم ما حفلت‬        ‫في قصة «ألوانه الحالمة» ص‪68‬‬
‫وهو يقف مشدو ًها أمام كثير من‬            ‫به المجموعة من أخطاء وأغلاط‬     ‫الفكرة نفسها‪ ،‬المرأة التي تتزوج‬
                                                                         ‫بمن ت ِحب‪ ،‬وبعد مرور فترة من‬
  ‫القصص ليتساءل ما الذي تريد‬           ‫لغوية ونحوية‪ ،‬فض ًل عن غرائب‬
 ‫الكاتبة أن تقوله؟ مثال ذلك قصة‬         ‫وعجائب علامات الترقيم! لكننا‬        ‫الوقت تفتر مشاعره ناحيتها‪،‬‬
                                                                          ‫بل إن بعض الألفاظ تسللت من‬
   ‫«بالونة» ص‪ 73‬والتي لا تزيد‬         ‫لسنا مضطرين لغ ّض الطرف عن‬          ‫القصة الأولى إلى القصة الثانية‪،‬‬
 ‫عن طرفة! وقصة «تدبر» ص‪43‬‬              ‫مستوى لغة الكتابة الفنية‪ ،‬حيث‬
  ‫التي انتهت بالقول «ده النمل يا‬         ‫خلت تما ًما من التشكيل الفني‪،‬‬        ‫فمفردة «ظنت» موجودة في‬
‫حبيبتي‪ ،‬اتخلق عشان يشيل‪ ،‬انتي‬                                            ‫السطر الأول هنا وهناك‪ ،‬وجملة‬
                                          ‫أو الانحراف اللغوي‪ ،‬أو حتى‬
             ‫فاكره نفسك نملة»‪.‬‬          ‫اللجوء لبعض الصور أو المجاز‪،‬‬          ‫«بعد أعوام قليلة» تتكرر في‬
  ‫ويمكن القول إن أكبر مشكلتين‬           ‫وجاءت اللغة مبا ِشرة وسطحية‬     ‫القصة الثانية بصيغة «بعد أعوام‬
 ‫تواجهان القراء َة والتلقي في هذه‬     ‫ومسته َلكة‪ ،‬حتى عناوين القصص‬
  ‫المجموعة‪ ،‬هما مشكلتا المجانية‪،‬‬                                                           ‫من الزواج»!‬
   ‫واللغة‪ ،‬والمقصو ُد بالمجانية هنا‬        ‫لم يتم تحميلها بأي شحنات‬         ‫وكذلك فكرة الرقص في قصة‬
 ‫أن معظم قصص المجموعة تمنح‬                                     ‫دلالية‪.‬‬      ‫«غصب عني أرقص»‪ ،‬ص‪71‬‬
 ‫نف َسها كاملة‪ ،‬بلا أي جه ٍد تتركه‬                                       ‫تتكرر في قصة «قليل من الوقت‬
   ‫الكاتبة للتلقي‪ ،‬فليس هناك أي‬                       ‫مستوى السرد‪:‬‬
 ‫مضمر ولا مستتر‪ ،‬ولا مسكوت‬                 ‫خلت المجموعة من أي تكنيك‬            ‫كثير من الرقص» ص‪.82‬‬
 ‫عنه يمكن فهمه من الحذف مث ًل‪،‬‬           ‫سردي‪ ،‬تقليدي أو معاصر‪ ،‬لم‬                      ‫مستوى اللغة‪:‬‬
 ‫أو من الإشارة‪ ..‬كل شيء معطى‬          ‫نطالع فلاش باك‪ ،‬ولا تداعي حر‪،‬‬
    ‫مجا ًنا يتلقاه القارئ أو المتلقي‬    ‫ولا استفادة من تقنيات سينما‪،‬‬        ‫نحن مضطرون هنا أن نغض‬
                                           ‫ولا توظيف لأي أدوات فنية‬         ‫الطرف عن مستوى اللغة من‬
         ‫دون حاجةٍ لإعمال ذهن‬          ‫غير سردية‪ ،‬وكل ما نجحت فيه‬       ‫حيث الإعراب والضبط والتشكيل‪،‬‬
                                       ‫الكاتبة بجدارة أنها استطاعت أن‬       ‫ومضطرون أن نغض الطرف‬
                                                                         ‫عن الإشارة إلى مرا ِجع لغوي في‬
   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271