Page 261 - merit 36- dec 2021
P. 261

‫‪259‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫شخصيات‬

‫صفية زغلول‬  ‫سيزا نبراوي‬                         ‫الأميرة فاطمة إسماعيل‬     ‫كان أخيها الأصغر يتلقاه من‬
                                                                       ‫علم ومعارف على أيدي مدرسيه‬
   ‫آلة البيانو‪ ،‬وتلقت درو ًسا في‬  ‫لم تسعد هدى‪ ،‬أو حتى عريسها‬
   ‫اللغة العربية عن طريق شيخ‬           ‫المسن‪ ،‬بهذا الزواج‪ ،‬إذ قرر‬        ‫الذين لم يمانعوا في تلبية طلب‬
  ‫أزهري‪ ،‬كما تعرفت وصادقت‬                                                          ‫تلك الطفلة النجيبة‪.‬‬
 ‫العديد من السيدات‪ ،‬مثل عديلة‬     ‫العودة إلى زوجته الأولى بمجرد‬
 ‫هانم نبراوي‪ ،‬التي ع ّرفتها على‬     ‫انجابها طف ًل جدي ًدا‪ ،‬فانفصلا‬      ‫صدمت هدى حين منع مربيها‬
                                        ‫لفترة بلغت سبع سنوات‪،‬‬              ‫مدرسيها من الاصغاء إليها‬
     ‫الفنون‪ ،‬وصاحبتها إلى دار‬        ‫كان لها أكبر الأثر في تكوين‬
  ‫الأوبرا‪ ،‬وتبنت هدى بعد وفاة‬       ‫هدى نفسيًّا وعلميًّا‪ .‬وكان من‬      ‫قائ ًل‪ ،‬وما الجدوى إذ أن العائلة‬
  ‫عديلة هانم ابنة الأخيرة سيزا‬         ‫الطبيعي ‪-‬إ ًذا‪ -‬أن تتصدر‬             ‫لا تنتوي عملها أفوكادو في‬
‫نبراوي‪ ،‬التي أصبحت فيما بعد‬
  ‫مساعدتها الأولى‪ ،‬ورفيقتها ما‬    ‫قائمة اقتراحاتها لتشريع جديد‪،‬‬          ‫المستقبل‪ .‬وقد نرى في أثر تلك‬
                                      ‫بأن تضع في سلم أولوياتها‬          ‫المقولة لسعيد أغا البذرة الأولى‬
            ‫تبقى لها من العمر‪.‬‬        ‫منع تعدد الزوجات إلا بأمر‬
  ‫صادقت هدى شعراوي أي ًضا‬                                                 ‫لتمردها واتخاذها للدفاع عن‬
 ‫العديد من السيدات الفرنسيات‬        ‫قا ٍض من ناحية‪ ،‬وتحديد سن‬               ‫المرأة رسالة وهبت حياتها‬
                                    ‫أدنى لزواج الفتيات في مصر‪،‬‬               ‫لتحقيقها‪« :‬وقد أثرت هذه‬
     ‫اللائي شاركنها اهتماماتها‬                                              ‫الصدمة الجديدة في نفسي‬
   ‫الأدبية والفنية‪ ،‬وقررت هدى‬         ‫والإصرار على فترة خطوبة‬                ‫تأثي ًرا شدي ًدا‪ ،‬وبدأ اليأس‬
                                        ‫كافية تتيح لكل من طرفي‬
     ‫شعراوي خلال تلك الفترة‬                ‫الزواج المعرفة بالآخر‪.‬‬      ‫يتسرب إلى قلبي ويتولاني الملل‬
  ‫الحصول على إذن من والدتها‬                                              ‫حتى أهملت دروسي‪ ،‬وصرت‬
  ‫بأن تقوم بشراء حوائجها من‬       ‫استمتعت هدى كامرأة متزوجة‬
    ‫المحلات الكبرى‪ ،‬بل وأقنعت‬       ‫بقدر كبير من الحرية لم يكن‬             ‫أكره أنوثتي‪ ،‬لأنها حرمتني‬
 ‫والدتها بالفائدة الكبرى لزيارة‬    ‫قط متا ًحا لها من قبل‪ ،‬فتعلمت‬         ‫متعة التعليم وممارسة الحياة‬
‫المحال‪ ،‬وكانت من أولى السيدات‬          ‫اللغة الفرنسية‪ ،‬ونهلت من‬         ‫الرياضية التي كنت أحبها‪ ،‬كما‬
                                       ‫آدابها‪ ،‬وأتقنت العزف على‬        ‫كانت تحول بعد ذلك بيني وبين‬

                                                                           ‫الحرية التي كنت أعشقها‪»..‬‬
                                                                                   ‫(مذكرات‪ ،‬ص‪.)29‬‬

                                                                          ‫فوجئت الطفلة بقرار والدتها‬
                                                                       ‫بتزويجها من وصيها علي باشا‬

                                                                            ‫شعراوي‪ ،‬حفا ًظا على ثروة‬
                                                                          ‫العائلة‪ ،‬متجاوزة تما ًما فارق‬

                                                                            ‫السن‪ ،‬وكونه متزو ًجا وأ ًبا‬
                                                                            ‫لأطفال في عمرها‪ ،‬ولم تكن‬
                                                                         ‫قد تجاوزت الثالثة عشرة من‬
                                                                          ‫عمرها‪ .‬فأذعنت الطفلة لرغبة‬
                                                                          ‫العائلة‪ ،‬عم ًل بنصيحة سعيد‬

                                                                             ‫أغا‪ ،‬الذي همس في أذنها‪:‬‬
                                                                         ‫«أتريدين إغضاب روح والدك‬
                                                                        ‫والقضاء على والدتك المريضة‪..‬‬

                                                                             ‫إنها في غرفتها تتلوى على‬
                                                                       ‫سرير المرض وتبكي‪ ..‬وربما لا‬
                                                                       ‫تحتمل الصدمة إن أنت رفضت»‬

                                                                                   ‫(مذكرات‪ ،‬ص‪.)50‬‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266