Page 96 - merit 36- dec 2021
P. 96

‫العـدد ‪36‬‬   ‫‪94‬‬

                                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬

                                                                ‫د‪.‬محمد سمير عبد السلام‬

            ‫اتصالية الطبيعي والحلمي‬
       ‫في خطاب ديمة محمود الشعري‬
‫قراءة لديوان أصابع مقضومة في حقيبة‬

‫الفردي‪ ،‬والاتساع الكوني الجمالي الحلمي؛ فالذات‬       ‫تومئ الشاعرة المصرية المبدعة ديمة محمود‬
 ‫قد تنقل نفسها في صورة رأس معلق في الفضاء‪،‬‬
 ‫أو في صورة طائر عنقاء ضخم‪ ،‬أو تحاور الآخر‬         ‫‪-‬في ديوانها «أصابع مقضومة في حقيبة»‪ ،‬الصادر‬
‫‪-‬بصورة سينمائية‪ -‬في قاع المياه؛ وقد تجمع بين‬        ‫عن دار الأدهم بالقاهرة ‪ -2021‬إلى الاتصال بين‬
 ‫التعالي والسقوط؛ لتؤكد النزوع التفكيكي ما بعد‬
 ‫الحداثي‪ ،‬أو تجمع بين التصوير الشعري الكثيف‬            ‫الذات‪ ،‬والآخر‪ ،‬والعلامات الطبيعية‪ ،‬والحلمية‪،‬‬
 ‫المتلاحق ‪-‬ضمن منطق التداعي الحر الذي تواتر‬        ‫والأشياء‪ ،‬وعلامات الفن‪ ،‬والحكايات‪ ،‬أو الأساطير‪،‬‬
  ‫وفق حساسية جمالية جديدة لدى التسعينيين‪-‬‬
‫وبلاغة المشهد السينمائي الفانتازي المدهش؛ ومن‬       ‫والأطياف في بنية الخطاب الشعري؛ وكأنها تؤكد‬
‫ثم فهي تؤكد تداخل الفنون في سياق هذا الفضاء‬              ‫وجود فضاء استعاري واسع يقع فيما وراء‬
  ‫الواسع اللامرئي لما يتجاوز البنية الفعلية لواقع‬
 ‫المتكلمة‪ ،‬ويتصل بهذه البنية في آن؛ فالقهوة مث ًل‬   ‫السياق الفعلي لخطاب الذات المتكلمة؛ كما تؤسس‬
                                                      ‫الذات لحضور فردي حلمي تفسيري للكينونة؛‬
    ‫تتصل ‪-‬في خطابها التجريبي‪ -‬بريش الغراب‬            ‫يتجلى في التمثيلات الفنية‪ ،‬والتشبيهات التي تقع‬
    ‫والجسد‪ ،‬وصوت الآخر‪ ،‬وفعل الرسم‪ ،‬وفعل‬              ‫ضمن تداعيات النص‪ ،‬ونسيجه العلاماتي الذي‬
  ‫اللعب‪ ،‬وحوائط البيت‪ ،‬وما يتجاوز هذه الحوائط‬          ‫يذكرنا بمدلول اللعب عند دريدا؛ إذ تنقل الذات‬
    ‫من عوالم غير مرئية؛ ومن ثم تشكل الشاعرة‬
‫سياقات ممكنة عديدة تقوم على العلاقات النسبية‬         ‫نفسها في وفرة من الدوال التفسيرية في تداعيات‬
 ‫المتباينة بين الذات‪ ،‬والآخر‪ ،‬والعلامات الطبيعية‪،‬‬    ‫النص الحرة؛ وهي تعزز من تقنية التداعي الحر‬

                                                        ‫التي استخدمها إليوت في أرض الضياع؛ وإن‬
                                                     ‫أتت بصورة تؤكد الحدس الرومنتيكي التجريبي‬
                                                     ‫المغاير لدى الشاعرة؛ إذ يمتزج هذا الحدس لديها‬
                                                   ‫بتشكيل هوية أنثوية تجمع بين الإحالة إلى الصوت‬
   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101