Page 99 - merit 36- dec 2021
P. 99

‫نون النسوة ‪9 7‬‬                                        ‫العبارة؛ لتسبق كلمة جناحاي؛ وكأنها توحي ‪-‬في‬
                                                       ‫تضمينات الخطاب‪ -‬بأولوية الصورة‪ /‬التشبيه؛‬
                        ‫جان بودريار‬                     ‫ثم تكرر فعل كبرت؛ لتوحي باتساع حضورها‬
                                                     ‫اللامرئي فيما وراء الموقف الفعلي‪ ،‬وتكرر السقوط‬
 ‫حداثية متناقضة ستكون ضمن إدراكهما المشترك‬          ‫كذلك ضمن الزمن المضارع لتفكك مركزية السقوط‬
  ‫المؤكد للنزوع الجمالي اللامرئي فيما وراء الموقف‬      ‫في تجليه السريالي؛ فالرأس التي تتدلى في البحر‬
 ‫الفعلي الذي قد يكون على شاطئ واقعي؛ ثم نعاين‬       ‫تمتزج بوعي المتكلمة‪ ،‬ودائرية الحلم‪ ،‬أو اللعب الذي‬
                                                      ‫يؤجل مدلول السقوط في تعالي الرأس الحلمي في‬
    ‫تلك الصور السينمائية التجريبية الحلمية؛ مثل‬     ‫المشهد الممزوج بحس سينمائي يميز كتابة الشاعرة‬
      ‫البحار المعلقة‪ ،‬أو نومهما تحت المياه؛ ومن ثم‬   ‫ديمة محمود في اقترانه بتقنية التداعي الحر؛ وهو‬
  ‫تؤكد الشاعرة نزوعها إلى تداخل الفنون في سياق‬
‫التداعي النصي الحر من جهة‪ ،‬وتحيلنا إلى اللعب ما‬          ‫ما سنعاينه بوضوح في قصيدة مواقيت غول‪.‬‬
 ‫بعد الحداثي في مجال الهوامش التصويرية للواقع‬           ‫ستعيدنا الشاعرة إلى الحالة التوافقية مع الآخر‬
     ‫من جهة أخرى؛ فصورة الثلج الساخن توحي‬           ‫حين يصير هو موضو ًعا أسطور ًّيا جماليًّا أي ًضا في‬
  ‫بالتناقض الداخلي في بنية العلامة؛ وكذلك حضور‬      ‫سياق اتصال الطبيعة‪ ،‬والحكاية القديمة‪ ،‬والنغمات‬
‫المياه بصورة طائرة‪ ،‬أو استعارة صورة الغول على‬
    ‫الشاطئ‪ ،‬كما تعيد الشاعرة تأسيس ذلك الواقع‬                                  ‫السريالية السينمائية‪.‬‬
      ‫الفائق الطبيعي‪ -‬الحلمي ضمن زمن مستقبل‬                ‫تقول ديمة محمود في قصيدة مواقيت غول‪:‬‬
 ‫قريب؛ لتؤكد السمة الافتراضية للتحول العلاماتي‬        ‫«احضن صوتك‪ ،‬وتعال كغول؛ لنستلقي على رمل‬

                                 ‫في وعيها المبدع‬                                            ‫ساخن‪،‬‬
                                                    ‫نعيد صنع خريطة العالم‪ ،‬ونقنن الدراكولا‪ ،‬ولو على‬

                                                                                            ‫مراحل‪،‬‬
                                                             ‫مثلا الساعة الثانية عشرة جرعة الزلازل‪،‬‬

                                                                                         ‫والبراكين‪.‬‬
                                                             ‫هذا الثلج سيكون ساخنًا ج ًّدا في الظهيرة‪.‬‬

                                                               ‫ستتعلق كل المسطحات المائية في الهواء‪.‬‬
                                                        ‫في الثانية قيلولتنا تحت البحار‪ ،‬والمحيطات»(‪.)5‬‬
                                                     ‫تنقلنا الذات المتكلمة ‪-‬في خطاب ديمة محمود إ ًذا‪-‬‬
                                                       ‫من الإشارة إلى صوت الآخر إلى تأكيد توافقيتها‬
                                                    ‫الإبداعية مع صورته التمثيلية في المسند إليه‪ /‬نحن‬
                                                        ‫مرة أخرى؛ ومن ثم فهي تومئ للمتلقي بأن ما‬
                                                       ‫سيأتي من صور أسطورية‪ ،‬وسريالية‪ ،‬وما بعد‬

                                                                                         ‫هوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬راجع‪ ،‬سارة ميلز‪ ،‬الخطاب‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الوهاب علوب‪ ،‬المشروع القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬صص‪.150 ،149‬‬
                               ‫‪ -2‬ديمة محمود‪ ،‬أصابع مقضومة في حقيبة‪ ،‬دار الأدهم بالقاهرة‪ ،2021 ،‬ص‪.83‬‬
                                                                     ‫‪ -3‬ديمة محمود‪ ،‬السابق‪ ،‬صص‪.88 ،87‬‬
                                                                                         ‫‪ -4‬السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
                                                                                        ‫‪ -5‬السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104