Page 61 - Pp
P. 61

‫‪59‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                   ‫ولي َس في مخيلتي خب ٌر من كوميديا العراق الباكية‪..‬‬
                                         ‫كن ُت أمشي من دو ِن كمام ٍة‬

                         ‫ولساني الطويل يسبقني في اتجا ِه خطوتي‪..‬‬
                                      ‫لساني طويل‪« ..‬كلش طويل!»‬

                        ‫لم أحتر ْز مما يحملُ ُه الهواء في عصر الكورونا‬
                           ‫كأن ُه يجرني عنو ًة وسط الجادات المكتظة‪..‬‬
                                                ‫فلا تظن سو ًءا بي‪،‬‬
                                      ‫ولا ُت َخ ِم ْن أن ال َخبل قد َم ّسني‬
                                           ‫أرجوك! أنا لس ُت هكذا‪..‬‬
                                          ‫ولم أك ْن في يو ٍم ما عبثيًّا‪..‬‬
                                    ‫مدد ُت لساني الطويل‪ ..‬الطويل‪..‬‬
                                 ‫ومازل ُت هكذا أمام المار ِة والعابرين‬

                        ‫في الساحا ِت ومحطا ِت النقل العا َمة والحدائق‬
                             ‫داخ ِل قاعا ِت الخطابات والسوبرماركت‬

                         ‫وعند مح ِل بي ِع الخبز وقر َب مطع ِم المشاوي‬
                                                          ‫الشرقية‬

                                ‫وأي ًضا مرر ُت أمام با َب المقهى الكبير‬
                                   ‫لساني الطويل يتقدمني منتشيًا‪..‬‬

                      ‫ربما ستصادفينني غ ًدا هكذا‪ ،‬وأنا أسير وحدي‬
                                                           ‫مثلُ ِك‪..‬‬

                                          ‫ولساني الطويل‪ ..‬طويل‪..‬‬
                           ‫لأنني سمع ُت أح ًدا يقول‪ :‬إ َّن الحيا َة حل َوة!‬

                                  ‫فرغب ُت في تذو َقها بإصرا ٍر وله َفة‪،‬‬
                                                  ‫بلساني الطويل!‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66