Page 65 - Pp
P. 65
63 إبداع ومبدعون
قصــة
حاتم رضوان
قناع
الأشياء ،لا أول أو آخر ،نقطة وحيدة أبدية بلا تا َق لامرأة تروضه ،وتاق ْت لرجل يروضها ،تجاورا
بداية أو نهاية ،تسقط المحظورات ،يختلط الحلال في مقعدي الطائرة ،تقابلا ،لم يطفئ النار المشتعلة
بالحرام ،يتداخل العلوي بالسفلي ،الداخل بالخارج، بينهما غير برد الفراش.
الروحي بالمادي ،تلتبس الكلمات والأفكار ،تتمازج
***
ألوان اللوحة بلا انتظام ،تشكل منظ ًرا سرياليًّا
أعظم من لوحات بيكاسو ،تذك ُر آخر لقاء ،سنوات رغم مرور كل هذه السنين ما زال خجو ًل ،تجاور
مقعديهما بالطائرة ،ابتسم كل للآخر ،أجمل من
طويلة عبرت بك ،نسيت فيها ما دار بينكما من رأى ،من طشقند؟!! أراد التواصل معها ،أي لغة
حوار ،من ترك من؟ الأحداث مرت سري ًعا ،جرفتكما يتشاركان؟ تبادلا النظرات ،وعلى سلم الطائرة
ابتسم كل للآخر ،وتشابكت أصابعهما.
في طريقها ،وها أنت تعود من موتك كل يوم
لترتدي قناع الحياة ،ترسم ابتسامة صورية على ***
وجهك الحزين ،تتخفى خلفها ،تتنكر حتى لا يرى
أحد ما بداخلك ،تمشي وحي ًدا على طوار ممتد بلا من شباك الطائرة كان الجبل يعلو وينخفض،
نهاية بحذاء بحر لا تهدأ أمواجه ،تفتش في وجوه نهدين ناهضين لامرأة أفريقية يتكسر البحر في
الحسناوات ،تبحث عن فتاة افتقدتها من زمن البعيد تحت ساقيها المنفرجتين ،يتوق أن يلثم
بعيد ،هكذا لا تعلم كيف تسربت السنون من بين شفتيها الغليظتين ،ودون يأس تتكرر محاولاته.
أصابعك ،لا تشعر قدماك المتعبتان بوخز الشوك
المنثور في متاهة البحث عنها ،لا ترى غير الدماء ***
المتساقطة من قدميك ،تترك رائحتك في كل مكان
تعبر به ،آم ًل أن تتعر َف منها عليك ،تتبعها وتعود في سوهو سكوير حيث المقهى المفتوح على السماء
تتصاعد أدخنة الشيشة سحابات في الهواء ،أجساد
إليك. نساء متأودات ،يرقصن على رنات الكؤوس ،تنساب
*** موسيقى العرض ،وتغير إضاءات المسرح المكشوف
انشطر الزمان زمانين ،والمكان مكانين ،يوم التقينا ألوانها ،وفي الخلف تتشكل مياه النافورة الراقصة،
فوق الجسر ،كل يمضي في اتجاه ،التقت عيون
تجمدت بلا مشاعر ،ومضة عابرة ،لمح بصر ،أشاح تتباعد وتتقاطع ،تعلو وتهبط مع الموسيقى
كل منا برأسه ،ومضينا دون أن نلتفت ،.تتذك ُر والأضواء ،والفتاة الصينية تواصل عرض العجلة،
قلبك البريء الخام ،والمسافة الشاسعة بينكما تتسع وفى المائدة التي أمامي جلست امرأة شقراء تقاوم
كل يوم ،وقلبك المفطور ما زال بك ًرا ،تحب بالنهار،
وتبكي عند الليل ،تبحث عن حياة افتقدتها ،وأيام بالمساحيق زحف التجاعيد على وجهها ،لكنها
فارقتك ،تستعيد براءتها وتستحلب طعم الأشياء ما زالت تملك جس ًدا متفج ًرا لفتاة في العشرين،
عندما تتذوقها للمرة الأولى.
يحتضنها شاب أسمر ،يلوك فمها أمام فلاش
الكاميرا.
***
على عتبات الحلم يتحطم المستحيل ،وتتوحد