Page 285 - m
P. 285

‫‪283‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

                                                                                   ‫ويتم تجريب القنبلتين بحذ ٍر‬
                                                                                 ‫شديد وقياس أمان استخدامها‬

                                                                                   ‫ضد الطبيعة والأبرياء خارج‬
                                                                                   ‫ساحة الحرب لكن‪ »:‬لاتوجد‬
                                                                                  ‫دقة مطلقة في الحروب» ص‬

                                                                                     ‫‪ .281‬وآدم صاحب الفضل‬
                                                                                 ‫الأكبر بصنع القنبلة يصفه أحد‬
                                                                                 ‫الأشخاص بالاجتماع الخطابي‬

                                                                                  ‫قبل البدء بتجربة القنبلة « أنا‬
                                                                                   ‫مع أطروحة البروفسور آدم‬
                                                                                    ‫التي تقول أن أصل الانسان‬
                                                                                  ‫حيوانان وليس حيوانا واحدا‪،‬‬

                                                                                                  ‫قر ٌد وذئب»‪.‬‬

                ‫فردريك نيتشه‬                           ‫واسيني الأعرج‬             ‫« الذئب رماد» والعربي‬
                                                                                          ‫الأخير‬
     ‫وضباع تترصد لحظة موت‬                      ‫الذي يحمل صفات «الذئب» بنزع‬
     ‫آدم‪ ..‬تركه على بعد نظ ٍر من‬                                 ‫التوحش عنه‪.‬‬          ‫الوضوح الدلالي على العربي‬
     ‫المروحية التي رجعت تأخذ‬                                                         ‫ورمزيته «موضوع الرواية»‬
  ‫آدم‪ ..‬بمشهدي ٍة سردي ٍة رائعة‪..‬‬                     ‫فقد دمرت القلعة على أثر‬     ‫حيث انقراض العربي أو شتاته‬
   ‫فآدم لحظة سقوطه باحثًا عن‬                    ‫مغادرتها كليًّا‪ ،‬بحيث تتفجر من‬     ‫الأكبر‪ .‬كان محمو ًل على رمزية‬
  ‫أم ِل انقاذ إيفا ويونا «لم يتذكر‬             ‫قنابل زرعوها بأمر «ليتل بروز»‬          ‫حيوان له سمات تتما َيز عن‬
                                                ‫لتقتل كل البشر الذين اقتحموها‬    ‫غيره كالضباع أو الوحوش وهو‬
      ‫وقتها شي ًئا سوى الذئب‬                   ‫بعد مغادرة آخر فو ٍج منها يحمل‬         ‫الذئب‪ .‬وكانت هذه الفنتازيا‬
  ‫الرممكاادنالبذسيبيِبكوحان قسدت ِههالَجرحية»‬  ‫آدم والعسكريين بالطابق السابع‬     ‫«المشعرنة» لآخر العمل متمازج ًة‬
                                                                                      ‫مع روح العمل وبغيت ِه نحو‬
                      ‫ص‪.430‬‬                        ‫من القلعة التي سميت قلعت‬      ‫الالتفات نحو الأصالة والتضحية‬
‫هذه العلاقة المعنوية بين «العربي‬                   ‫أميروبا‪ ،‬وذلك بعد قت ٍل غادر‬    ‫والأنفة‪ ،‬مقابل ق َيم البراغماتية‬
                                                ‫من قبل التنظيم لصديقه المقرب‬        ‫المتطرفة وأكل الج َيف والغدر‪،‬‬
     ‫الأخير والذئب» أصلت لق َي ٍم‬              ‫وأنيس وحشته بالقلعة الكولونيل‬     ‫فهذا آدم في عزلته بالقلعة قبل أن‬
  ‫منها التضحية والوفاء‪ ..‬مع أن‬                   ‫سميث جوردون‪ ،‬أثر على قرار‬         ‫يلتقي مع الماريشال ليتل بروز‬
 ‫آدم «بدا كأنه مي ٍت أو يموت»‬                  ‫ترك القلعة من تنظيم متوحش لم‬      ‫يسمع «الذئب رماد»‪« :‬أقسم أني‬
                                                 ‫يهدأ لحظة كي ينغص على أهل‬       ‫رأيته‪ .‬شمم ُت رائحته‪ .‬سمعت ُه‬
       ‫ص‪ .438‬كرمزية للعربي‬                                                           ‫يعوي من شدة العزلة‪ .‬كل‬
               ‫مستقب ًل ‪.2048‬‬                             ‫القلعة تواجدهم فيها‪.‬‬    ‫سلالته ماتت وبقي رماد مثلي‬
                                                     ‫طلب «آدم» البحث عن إيفا‬      ‫في مكانه‪ ،‬لا هو مدينة ولا هو‬
‫رواية دلالية تفجر أسئلة «القلق»‬                ‫وابنته يونا ‪-‬الصحفية‪ -‬ورفض‬
              ‫الوجودي للعربي‬                       ‫المغادرة بدونهم‪ ،‬فصوب على‬                       ‫غابة» ص‪.18‬‬
                    ‫‪-------‬‬                        ‫أثرها‪ ،‬وكان أن سحبه «رماد‬          ‫رماد الذي لم يترك صاحبه‬
                                                  ‫الذئب» بعد أن أنقذه من ذئب‬     ‫«آدم» برمزي ٍة دلالي ٍة نحو العربي‬
     ‫* صادرة عن دار الآداب‪-‬‬
                  ‫لبنان‪.2015 .‬‬
   280   281   282   283   284   285   286