Page 284 - m
P. 284

‫العـدد ‪55‬‬       ‫‪282‬‬

                                                  ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬

    ‫حول القوة والأخلاق‪ ،‬والتي‬     ‫بالقوة بعدميتها المطلقة‪ ،‬والذي‬                        ‫على ذلك؟‬
    ‫وصل مداها لدى الفيلسوف‬                                              ‫ُيخت َطف أدم من قبل «ليتل‬
    ‫«فردريك نيتشه»‪ .‬الذي يأتي‬     ‫يكرر أفكار نيتشه الفلسفية‬        ‫بروز» ليتم حجزه بغرفة مظلمة‬
 ‫على لسان «إيفا» بردها على ليتل‬                                     ‫بقلعة مجهولة المكان بالجزيرة‬
  ‫بروز حين اطلع على علاقة آدم‬     ‫بحواراته الداخلية أحيا ًنا «لم‬     ‫العربية «الشيء الذي يعرفه‬
 ‫بها «جمي ٌل أن نعترف بالحب‪،‬‬       ‫ي ُكن نيتشه مخط ًئا عندما‬       ‫جي ًدا هو أنه وحيد‪ ،‬وفي مكان‬
‫ولا نبقى رهيني كراهية نيتشه‬                                       ‫مغلق‪ ،‬وفتحاته القليلة لا تقود‬
   ‫الذي ظل يحمل حق ًدا للحب‪،‬‬      ‫اعتب َر أن الحضارات العظيمة‬     ‫إلى شيء‪ ،‬ولا حتى إلى الفراغ»‬
  ‫لأن عشقه الأوحد سرق ُه منه‬       ‫لا تبنى بالخيارات السهلة»‬            ‫ص‪ .88‬بحج ِة حمايته من‬
  ‫فاغنر» ص‪ .63‬بمعنى حضور‬                                            ‫التنظيم الذي يبغي اغتياله عبر‬
‫«الفلسفة» بذهن الناص واسيني‬       ‫نفسه حول إيفا‬   ‫ص‪ ،37‬ل ُيحدث‬      ‫صديقه القديم الكوربو‪« ..‬أنت‬
    ‫لا الشخوص بالعمل‪ ،‬لكنه لا‬     ‫بامرأ ٍة شديدة‬  ‫«ما الذي يدفع‬      ‫تعرف الكوربو جي ًدا ونحن‬
   ‫يصل للحشو مطل ًقا‪ .‬وهذا مما‬                                    ‫أي ًضا‪ ،‬ونعرف أنه درس معك»‬
    ‫يميز الروايات الطويلة‪ ،‬حيث‬    ‫الأناقة والجمال‪ ،‬على الرغم‬
  ‫الإصابة بالفتور السردي لدى‬                                                            ‫ص‪.380‬‬
     ‫غياب التنوع «عبر الحوار‪/‬‬     ‫من بساطتها‪ ،‬إلى المغامرة‬         ‫هذا الاتكاء سيسهل على القارئ‬
 ‫الرسالة‪ /‬الشخوص»‪ .‬وهذا كله‬
   ‫حاض ٌر بالرواية بشكل متناغ ٍم‬  ‫في الصحاري والعقارب‬                  ‫تصور فضاء الكتابة الفنية‬
 ‫ولذيذ ومشوق من فصل لآخر‪.‬‬                                               ‫بالرواية‪ ،‬حيث السوداوية‬
    ‫لكن «العربي الأخير ‪-‬لاست‬      ‫والزواحف الخطيرة‪ ،‬والمجيء‬        ‫سمة العمل الأساس‪ ،‬مع أسئلة‬
  ‫أرابيان كما يدعوه ليتل بروز‪-‬‬        ‫نحو قلع ٍة معلق ٍة في فراغ‬     ‫الموت‪ ،‬الحياة‪ ،‬فلسفة الأخلاق‬
   ‫يخ َدع حول حالة زوجته أمايا‬                                    ‫والقوة التي يتمثلها «ليتل بروز»‬
 ‫التي كان مصيرها مجهو ًل لديه‬     ‫الأرض‪ ،‬في أقاصي الربع‬               ‫كثي ًرا بشعاراته على الشاشة‬
                                                                        ‫التي تراقب من بالقلعة «لا‬
           ‫بعد خطفه من المطار‪.‬‬    ‫الخالي» ص‪.37‬‬                     ‫نظلِم لكننا لانق َبل أن نبا َغت»‬
     ‫هذا الإيحاء بالأهمية «حول‬                                      ‫ص‪« .316‬هناك أمم لا تصبح‬
    ‫شخصية آدم» العربية يجعل‬       ‫هذه الفسلفة المحمولة على لسان‬       ‫مفيدة إلا عندما تتحول إلى‬
                                                                       ‫رماد» ص‪ .11‬هذه الشاشة‬
        ‫من الرواية سؤال الهوية‬    ‫ليتل بروز تحدي ًدا تجاه الحياة‬       ‫التي تراقب كل صغيرة‪ ،‬بل‬
‫والانتماء‪ ،‬فهل أمريكا‪ -‬بنسلفانيا‬  ‫والشخوص فيها‪ ،‬كان لها وج ٌه‬         ‫حتى اللحظات الحميمية كما‬
                                  ‫سابق لدى الأغريق‪ .‬هرقليطس‬        ‫رصدت «آدم مع من أحب‪ ،‬إيفا‪،‬‬
    ‫حيث عمله انتماء؟ أو عربيته‬                                      ‫التي يخاطبها «ليتل بروز عبر‬
   ‫الأمازيغية هي انتماؤه الكبير؟‬  ‫تحدي ًدا ما قبل سقراط‪ ،‬الذي‬        ‫الشاشة بعد علاقة حميمة مع‬
    ‫بل ما هي قصدية فوز «آدم»‬      ‫يروى عنه «الحرب هي الفلسفة‬          ‫أدم‪ :‬الحب خاد ٌع وممارسة‬
    ‫بنوبل آخر المطاف إثر صنعه‬                                        ‫مهينة‪ ،‬أليست هذه مادة من‬
                                  ‫الأولى» بتصرف من كتاب فجر‬        ‫مواد دستور القلعة؟» ص‪.62‬‬
     ‫القنبلتين؟ «المشروع الكبير‬                                       ‫شخصية إيفا تعد من أبطال‬
 ‫أصب َح على مساف ٍة صغير ٍة من‬    ‫الفلسفة اليونانية قبل سقرط‪.‬‬        ‫العمل‪ ،‬حيث الجانب الإنساني‬
  ‫التحقق» ص‪ .172‬وليتل بروز‬                                           ‫بمنطقة أطلِ َق عليها «الأجناس‬
 ‫«استعاد كل الأناشيد الحربية‬      ‫للدكتور الأهواني‪ .‬فهذه الروح‬        ‫الآيلة للزوال»‪ .‬فيصفها ليتل‬
                                                                     ‫بروز متسائ ًل بلغة من يعت ِقد‬
   ‫القديمة لتجنيد الناس أكثر‪،‬‬     ‫التي فلسقت الأخلاق السياسية‬
  ‫لأن الحرب ضد التنظيم هذه‬
‫المرة ستكون نهائية» ص‪.227‬‬         ‫ما زال صداها لليوم‪ ،‬تسأل ذاتها‬
   279   280   281   282   283   284   285   286