Page 279 - m
P. 279

‫‪277‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

‫حين تلتهم الكتابة‬

‫الحياة ‪ ..‬قراءة في‬
                                                         ‫تيسير النجار‬

‫رواية “الملهمات”‬

                                 ‫للمغربية‬

     ‫فاتحة مرشيد‬

‫عنها بالرغم من سنوات زواجهما‬      ‫خط بصوت أمينة زوجة الناشر‬       ‫“القراء وحدها هي التي تعطي‬
    ‫الطويلة‪ ،‬وإنجاب شاب وفتاة‪،‬‬       ‫المعروف عمر البديع‪ ،‬والخط‬
  ‫تعاقبه بحديثها الكاشف‪ ،‬وتثأر‬      ‫الثاني بصوت الكاتب الناجح‬        ‫الإنسان الواحد أكثر من حياة‬
    ‫لسنوات الصمت الذي أجبرت‬           ‫إدريس صديق عمر المقرب‪،‬‬         ‫واحدة‪ ،‬لأنها تزيد هذه الحياة‬
                          ‫عليه‪.‬‬                                   ‫عم ًقا‪ ،‬وإن كانت لا تطيلها بمقدار‬
                                  ‫الذي ينوي الاعتزال عن الكتابة‪،‬‬  ‫الحساب”‪ .‬هذا ما قاله العقاد عن‬
‫عمر الذي كان يخونها باستمرار‪،‬‬    ‫ونعرفه من خلال مسودة روايته‬         ‫القراءة‪ ،‬ترى ماذا عن الكتابة؟‬
      ‫وهي تراقبه وتدون نزواته‬    ‫الأخيرة التي تعد سيرته الذاتية‪.‬‬    ‫هل هي تأخذ من الحياة نفسها‬
     ‫وتحترق بصمتها في محاولة‬                                      ‫وتتغذى عليها حتى تخرج متألقة‬
                                   ‫في هذه الرواية نبحر في محيط‬    ‫وكاشفة وتلامس وجدان القراء؟‬
   ‫للحفاظ على العائلة‪ ،‬حتى حين‬     ‫الكتابة ونلامسها عن قرب من‬         ‫في رواية “الملهمات” للروائية‬
 ‫وجدت الحب مع صبري المصور‬         ‫خلال أمينة البديع التي تع َّرض‬   ‫المغربية فاتحة مرشيد‪ ،‬الصادرة‬
‫الفلسطيني المشهور وعرض عليها‬      ‫زوجها لحادث سيارة أدخله في‬         ‫عن المركز الثقافي العربي‪ ،‬عام‬
 ‫ترك كل شيء خلفها‪ ،‬والبدء معه‬      ‫غيبوبة‪ ،‬جعلت أمينة تخرج عن‬      ‫‪ ،2011‬الرواية منقسمة لخطين‪:‬‬

     ‫من جديد في حياة تستحقها‪،‬‬       ‫صمتها وتخبره بما لا يعرفه‬
   274   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284