Page 27 - baytelArab_Neat
P. 27

‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد صديق خوشناو‬

    ‫نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية‬
                      ‫مجلس النواب العراقي‬

‫جميع �سنوات الدرا�سة في المرحلتين الابتدائية‬                  ‫كورد�ستان‪ ،‬ف�ضلا عن الخبرة ا ألكاديمية‪ ،‬والإطلاع‬            ‫إ�ن الواقع المو�صوف أ�علاه للتعليم في العراق‪،‬‬
‫والثانوية ب�سبب الت�سرب والر�سوب‪ ،‬وتف�شي ظاهرة‬                ‫المبا�شرعلى و�ضع التعليم في العديد من البلدان‬               ‫�أ�سهم ف�ي ن�شر الجهل والفقر والبطالة ب�صورة‬
‫الغ�ش‪ ،‬وت�راج�ع ع�دد الأبنية المدر�سية ال�صالحة‬                                                                           ‫متزايدة‪ ،‬ول�ه ت�أثير �سلبي على النمو الاقت�صادي‬
‫ل�ل�درا��س�ة‪ ،‬وال�ت�ي ت�ل�ب�ي �أب���س�ط م�ع�اي�ي�ر ال�سلامة‬                 ‫ا ألوربية والأ�سيوية والعربية‪.‬‬                ‫للبلاد‪ .‬وبناء على الخبرة المتراكمة عن البلدان‬
‫وال�صحة‪ ،‬وازدياد ظاهرة الدوام الثنائي والثلاثي‬                ‫�إن الخبرة الأكاديمية والعملية تجعلنا نعتقد‬                 ‫المتقدمة والبلدان النامية‪ ،‬ف إ�ن أ�ي تحول إ�يجابي‬
‫وذلك ب�سبب النق�ص في البنى التحتية الإن�شائية‬                 ‫أ�ن م�شكلات التعليم لاتنح�صر في مرحلة محددة‪،‬‬                ‫للو�ضع الاقت�صادي يتطلب حلولا منا�سبة لو�ضع‬
‫لأع��داد ال�م�دار��س وال�ج�ام�ع�ات ال�م�ط�ل�وب�ة قيا�سا‬       ‫بل �إن وجودها في أ�ية مرحلة �ست ؤ�ثر على المراحل‬            ‫التعليم وتجاوز مظاهر تخلفه‪ ،‬وتعزز هذه الحقيقة‬
‫للكثافة ال�سكانية المتزايدة‪ ،‬ي�ضاف �إليها �ضعف‬                ‫الأخرى‪ ،‬لذا ف�إن ورقتنا هذه �سوف ت�شمل التعليم‬              ‫الاعتقاد الذي �سنتطرق إ�ليه ب�أن التعليم هو أ��سا�س‬
‫�إع�داد الكادر التدري�سي والإداري عموما‪ ،‬و�ضعف‬                ‫ب�شقيه العام المتمثل ب�وزارة التربية‪ ،‬وا ألكاديمي‬           ‫ب�ن�اء اق�ت���ص�اد ع�راق�ي ق��وي ور��ص�ي�ن‪ ،‬ي�ج�ع�ل من‬
‫دافعيتهم للعمل ب�سبب عدم تنا�سب مرتباتهم مع‬                                                                               ‫العراق دولة منتجة وم�ؤثرة في المجتمع الدولي‪.‬‬
‫الحدود الدنيا للم�ستوى المعي�شي اللائق‪ ،‬ف�ضلا‬                   ‫المتمثل بوزارة التمع�لشيكملاةلعااللديراوا�لسبةحث العلمي‪.‬‬  ‫م�ن ال�خ�ب�رة الإن���س�ان�ي�ة ال�م�ت�راك�م�ة ل�ل�دول التي‬
‫عن افتقار م ؤ��س�سات التعليم عموما إ�ل�ى الو�سائل‬             ‫لقد أ�دت الم�شكلات المذكورة أ�ع�اله وغيرها ‪-‬‬                ‫حققت تقدما حقيقيا ف�ي ميادين الديمقراطية‬
‫وال�م�ع�ي�ن�ات ال�ت�ك�ن�ول�وج�ي�ة ال�ت�ي ت���ض�م�ن م�واك�ب�ة‬  ‫التي لات�سع هذه االورقة لذكرها ‪� -‬إلى تراجع خطير‬            ‫وال�سيا�سة والاق�ت���ص�اد‪ ،‬وم�ن خبرتنا ال�شخ�صية‬
‫التعليم للتطور الذي يح�صل في ميدان التعليم في‬                 ‫ف�ي م�ستوى الخدمات التعليمية بكافة مراحله‪،‬‬                  ‫ف�ي م�ج�ال التعليم نعتقد ج�ازم�ا أ�ن التعليم هو‬
                                                              ‫وقد تراجعت م ؤ��شرات التعليم في العراق إ�لى درجة‬            ‫ال�ضامن ا أل�سا�سي لتحقيق نمو �شامل في الاقت�صاد‬
                      ‫البلدان المتقدمة‪.‬‬                       ‫�أخرجتها من ت�صنيف دافو�س الخا�ص بقيا�س جودة‬                ‫والتحولات الإجتماعية والثقافية‪ ،‬وعليه يتوقف‬
‫�إن كل ما تم ذكره هي �أ�سباب حقيقية لانخفا�ض‬                  ‫التعليم ل�سنة ‪ ،2021‬لعدم تلبية م�ستوى التعليم‬
‫ج��ودة ال�ت�ع�ل�ي�م‪ ،‬وم�ا ت�ب�ع ذل�ك م�ن ع�دم ان�سجام‬         ‫عموما معايير ال�ج�ودة المعتمدة‪ ،‬وت�راج�ع�ه في‬                            ‫م�ستقبل تطور العراق اللاحق‪.‬‬
‫مخرجاته مع ما تتطلبه �سوق العمل من مهارات‬                     ‫ال�سنة الحالية الى المركز ‪ 77‬ما قبل الأخير عالميا‬           ‫�إن تحليلنا لواقع التعليم في العراق‪ ،‬ومقترحاتنا‬
‫وم�ع�ارف ت�ت�واف�ق م�ع ح�اج�ات ال�ت�ط�ور ال�صناعي‬             ‫(‪https://worldpopulationreview.com/‬‬                         ‫ل�م�ع�ال�ج�ة ب�ع���ض م���ش�ك�الت�ه ي���س�ت�ن�د إ�ل��ى خبرتنا‬
‫والزراعي ومجال الخدمات وغيرها‪ ،‬ونتج عن ذلك‬                    ‫‪country-rankings/education-rankings-by-‬‬                     ‫ال���ش�خ���ص�ي�ة ال�م�ت�راك�م�ة ال�م�ت�ك�ون�ة م�ن اط�الع�ن�ا‬
‫جي�شا من العاطلين وا ألميين‪ ،‬وظهرت مظاهر لم‬                                                                               ‫ع�ل�ى ن�م�اذج التعليم ف�ي ب�ل�دان م�ت�ع�ددة‪ ،‬وكيفية‬
‫ي�شهدها النظام التعليمي في العراق عبر تاريخه‬                                             ‫‪.) country‬‬                       ‫م�ع�ال�ج�ت�ه�م ل�ل�م���ش�ك�الت ال�ت�ي واج�ه�ت�ه�ا نظمهم‬
‫الطويل مثل ال�سرقات العلمية‪ ،‬ولعل ما ح�صل من‬                  ‫وق�د عللت منظمة يوني�سف ه�ذا التراجع‪ ،‬إ�لى‬                  ‫التعليمية بمختلف مراحلها‪ ،‬وكذلك ي�ستند �إلى‬
                                                              ‫��ص�راع�ات داخ�ل�ي�ة ذات ت� أ�ث�ي�ر م�دم�ر ع�ل�ى النظام‬     ‫خ�ب�رت�ن�ا ال�ع�م�ل�ي�ة ف�ي م�م�ار��س�ة ال�ت�ع�ل�ي�م وا إلدارة‬
       ‫ت�سريب ل أل�سئلة الامتحانية في العراق‪.‬‬                 ‫ال�ت�رب�وي ف�ي ال�ع�راق (‪https://yaqinnews.‬‬                 ‫كمعلم في المدار�س الابتدائية‪ ،‬و أ��ستاذ محا�ضر‬
‫وم�ن ال���ش�واه�د ا ألخ��رى ال�م�ث�ب�ت�ة‪ ،‬ه�و ت�راج�ع‬         ‫‪ ،)net/reports/315066‬وم�ا ت�رت�ب ع�ل�ى ذل�ك‬                 ‫ف�ي المعاهد وال�ج�ام�ع�ات البريطانية والعراقية‬
‫الموارد المالية وتدني �إنتاجية الموارد المخ�ص�صة‬              ‫م�ن ت�راج�ع ن���س�ب ال�ت���س�ج�ي�ل ف�ي ال���ص�ف الأول‬       ‫لمدة تتجاوز ‪� 18‬سنة‪ ،‬ورئي�سا لجامعتين في اقليم‬
‫للتعليم عموما مما أ�دى �إلى عدم قدرة الم ؤ��س�سات‬             ‫الابتدائي‪ ،‬وتراجع ن�سب الا�ستمرار في التعليم في‬
‫التعليمية من ا�ستيعاب الم�شمولين بالتعليم العام‪،‬‬
‫فعلى �سبيل المثال فقط في عام ‪ 2017‬لم يتمكن‬
‫‪ 74000‬طفل من أ��صل ‪ 141000‬في �سن الدرا�سة‬
‫بمدينة المو�صل الح�صول على أ�ي �شكل من أ��شكال‬
‫التعليم‪( .‬ال�ت�ق�ري�ر ال�ع�رب�ي للتنمية الم�ستدامة‬
‫‪ ،2020‬ف�ق�رة التعليم ال�ج�ي�د‪ ،‬ال�ه�دف ‪� :4‬ضمان‬
‫التعليم الجيد المن�صف وال�شامل للجميع وتعزيز‬

    ‫فر�ص التعلم مدى الحياة للجميع‪� ،‬ص ‪.)60‬‬
‫مقارنة بين حالة التعليم في العراق وبريطانيا‬
‫أ�ود ان أ��شير م�ع �شيء م�ن التعديل لما تطرق‬
‫�إل�ي�ه الأ��س�ت�اذ ال�دك�ت�ور محمد الربيعي ( أ�ك�ادي�م�ي‬
‫عراقي مغترب)‪ ،‬حيث قر أ�ت له مقالة من�شورة في‬
‫ج�ري�دة ال�م�دى ال�ع�دد ‪ ،5102‬ت�ن�اول فيها الفروق‬
‫بين التعليم ف�ي ال�ع�راق والتعليم ا ألج�ن�ب�ي‪ ،‬و أ�ن�ا‬
‫�إذ أ�ع�رج عليها با إل�شارة‪ ،‬ف�إني �أتطرق �إلى التعليم‬
‫البريطاني كحالة يمكننا م�ق�ارن�ة ح�ال�ة التعليم‬
‫العراقي بها‪ ،‬من خلال جملة من النقاط �أدرجها‬

                       ‫بالجدول التالي‪:‬‬

‫‪27‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32