Page 236 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 236

‫العـدد ‪١٩‬‬                            ‫‪234‬‬

                                                 ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

              ‫بريطانيا‪ ،‬إ َّل أن الإعدام البطيء‬  ‫لإنقاذ الرجل قد يحيلهم للقتل؟ هل‬     ‫الشوارع بالمظاهرات التي أفسحت‬
           ‫لفلويد أظهر أن الشرطة الأمريكية‬       ‫توقعوا محاكمة غير عادلة في حالة‬         ‫المجال في بعض الحالات للعنف‬
                                                                                             ‫وتدمير الممتلكات‪ ،‬وفي هذا‬
             ‫لا تحتاج إلى أسلحة للقتل‪ ،‬فهي‬         ‫تدخلهم ومواجهتم مع الشرطة؟‬             ‫السياق يظهر التساؤل الأبرز‪:‬‬
               ‫تقتل بأريحية تامة حتى لو تم‬         ‫والأهم من ذلك‪ ،‬هل مقتل فلويد‬             ‫كيف نشأت القوة السلطوية‬
            ‫التصوير لذلك علنًا‪ ،‬يمكن تفسير‬           ‫بهذه الوحشية على يد الشرطة‬          ‫والتأصيل لأيديولوجية التفوق‬
              ‫عنف الشرطة بالنظر إلى تاريخ‬                                                ‫الأبيض للشرطة الأمريكية منذ‬
           ‫الولايات المتحدة الأمريكية الدموي‬            ‫يجعل من الولايات المتحدة‬         ‫التعديل الدستوري الرابع عشر‬
              ‫كدولة فريدة من نوعها ملعونة‬                ‫الأمريكية دولة بوليسية؟‬
           ‫بتاريخ عرقي ودموي فاسد بشكل‬                  ‫صيحات فلويد الأخيرة «لا‬       ‫عام (‪ ،)1865‬حيث ألغيت العبودية‬
           ‫كبير‪ ،‬وفي ظل هذا الإرث التاريخي‬           ‫أستطيع التنفس»‪ ،‬كانت نفس‬           ‫بصورة قانونية‪ ،‬لكن ُترك الباب‬
              ‫الوحشي منذ قرون من الإبادة‬         ‫الكلمات التى نطق بها إريك غارنر‬           ‫مفتو ًحا أمام صيغ استثنائية‬
             ‫والألم والعنف يمكننا تفسير أن‬        ‫‪ Eric Garner‬عام (‪ )2014‬أثناء‬
            ‫العقيدة الدموية لا تزال موجودة‪،‬‬         ‫اختناقه على يد ضباط الشرطة‬        ‫وعنصرية ممنهجة لا تقل خبثًا عن‬
                                                  ‫في نيويورك‪ ،‬كذلك جيمي موبنغا‬         ‫العبودية‪ ،‬هل تلك الحوادث نتيجة‬
‫نات تورنر‬                                              ‫‪ Jimmy Moubengga‬عام‬
                                                      ‫(‪ )2010‬أثناء تقييده من ِقبل‬          ‫عنف الشرطة؟ أم نظام كامل‬
                                                    ‫ثلاثة من ضباط شرطة الهجرة‬             ‫يمارس الاضطهاد والعنصرية‬
                                                        ‫الأمريكية على مدرج مطار‬         ‫والتهميش بحق الملونين والسود‬
                                                   ‫هيثرو(‪ ،)2‬وهو ما يوضح معرفة‬
                                                    ‫الناس بتاريخ وحشية الشرطة‬                       ‫والأقليات العرقية؟‬
                                                     ‫ولماذا لم يتدخلوا لإنقاذ فلويد‪،‬‬  ‫تحت ركبة ضابط الشرطة الأبيض‬
                                                    ‫إنهم على دراية بكل الطرق التى‬     ‫ديريك تشوفين ‪Derek Chauvin‬‬
                                                       ‫كرست لها الحكومة لمنهجة‬
                                                                                         ‫تم الإعدام البطيء لرجل أسود‬
                                                                      ‫العنصرية‪.‬‬           ‫يبلغ من العمر ‪ 47‬عا ًما يدعي‬
                                                           ‫حقيقة أن عنف الشرطة‬             ‫جورج فلويد ‪Gorge Floyd‬‬
                                                                                          ‫في ولاية مينيسوتا الأمريكية‪،‬‬
                                                               ‫والتمييز العنصري‬         ‫حيث قام الأول باخضاع وتقييد‬
                                                                      ‫والقمع من‬        ‫(فلويد) مع امتثال تام من الأخير‬
                                                                     ‫الموضوعات‬           ‫بعدم المقاومة‪ ،‬ولمدة (‪ )9‬دقائق‬
                                                                                           ‫تقريبًا تم سحق عنق المواطن‬
                                                                    ‫التى يفترض‬           ‫الأمريكي ذو الأصول الأفريقية‬
                                                                      ‫أنها ظاهرة‬      ‫على مرأى ومسمع من المارة‪ ،‬الذين‬
                                                                           ‫عالمية‬        ‫توسلوا (تشوفين) لرفع ركبته‬
                                                                       ‫بطبيعتها‪،‬‬       ‫عنه وحذروه أن فلويد على وشك‬
                                                                          ‫وتظهر‬
                                                                       ‫ممارسات‬                    ‫الموت‪ ،‬وبالفعل مات‪.‬‬
                                                                                        ‫انتشر الفيديو في جميع الولايات‬
                                                                  ‫مماثلة في بلدان‬
                                                               ‫العالم مثل البرازيل‬       ‫الأمريكية والعالم أجمع‪ ،‬شاهد‬
                                                                                            ‫المارة الإعدام البطيء للرجل‬
                                                                 ‫وأستراليا وحتى‬
                                                                                         ‫أمامهم‪ ،‬ومع ذلك لم يجرؤ أحد‬
                                                                                          ‫على التدخل وإنقاذه‪ ،‬لماذا؟ هل‬
                                                                                          ‫بسبب أن من قام بالإعدام هو‬
                                                                                         ‫الشرطة؟ هل بسبب أن تدخلهم‬

‫أبراهام لينكولن‬
   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241