Page 237 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 237

‫‪235‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫أحداث‬

      ‫مباشرة في بعض الأحيان»‪،‬‬       ‫الحرية على الآخرين لا يستحقها‬         ‫بل أثبتت الشرطة أن وظيفتها‬
  ‫وبالعودة إلى تاريخ التمييز ضد‬    ‫لنفسه»‪ ،‬وفي خليخ نيويورك يقف‬       ‫الحقيقة في أوقات الاحتجاجات هي‬
   ‫الهنود الأصليين تكشف لنا أن‬      ‫«تمثال الحرية» شام ًخا كتجسيد‬
                                    ‫للحرية التى باتت محل تساؤلات‬        ‫فرض القيمة الأمريكية على مدى‬
    ‫بداية الشرطة كتنظيم أسست‬        ‫عديدة بعد حادثة الإعدام البطيء‬    ‫الحياة‪ ،‬ولم تتغير تلك العقيدة على‬
    ‫في الأصل كفرق إبادة جماعية‬
                                     ‫لفلويد‪ ،‬حيث يتضح من التغطية‬                      ‫ما يبدو إلى الآن‪.‬‬
      ‫لإبادة السكان الأصليين من‬     ‫الإخبارية‪ ،‬وكذلك عدد لا يحصى‬
      ‫الهنود الحمر عام (‪،)1835‬‬                                          ‫رحلة العبودية الطويلة‪:‬‬
     ‫عرفت تلك الفرق آنذاك باسم‬        ‫من مقاطع الفيديو التي التقطها‬
   ‫«تكساس رينجرز ‪The Taxas‬‬          ‫المتظاهرون والمارة‪ ،‬أن العديد من‬          ‫في قلب العاطمة الأمريكية‬
     ‫‪ ،»Rengers‬كانت عبارة عن‬                                              ‫واشنطون نجد نصبًا تذكار ًّيا‬
  ‫هيئة مركزية من الرجال البيض‬          ‫رجال الشرطة يستخدمون في‬           ‫كبي ًرا لإبراهام لينكونن الرئيس‬
 ‫مفوضين قانونيًّا لاستخدام القوة‬   ‫كثير من الأحيان العنف العشوائي‬     ‫الأمريكي الأسبق (‪)1865 -1861‬‬
   ‫والتوسع في الحدود غر ًبا‪ ،‬وتم‬                                         ‫الذي ألغى الرق والعبودية‪ ،‬مع‬
     ‫إنشاء ميليشيات الشرطة مع‬          ‫ضد الناس وضد أي شخص‪،‬‬           ‫مقولته الشهير «من ينكر‬
   ‫وهم أن النظام يتم الحفاظ عليه‬         ‫بما في ذلك الأغلبية السلمية‬
     ‫في ظل القانون وليس في ظل‬
  ‫مصالح التوسع الرأسمالية ممن‬         ‫من المتظاهرين‪ ،‬الذين تصادف‬
   ‫لديهم القوة الاقتصادية بهدف‬         ‫وجودهم في الشوارع‪،‬‬
    ‫الاستعمار(‪ ،)3‬وبالتالي لم يتم‬     ‫كذلك الهجوم على المارة‬
   ‫إنشاء الشرطة لحماية الجمهور‬
  ‫وخدمتهم وقت الاحتجاجات لأن‬             ‫المسنين والمتظاهرين‬
 ‫هذه هي الديناميكية في المؤسسة‪.‬‬    ‫برش رذاذ الفلفل‪ ،‬وإطلاق‬
   ‫الغضب إزاء الشرطة يحيلنا إلى‬
    ‫قضية تمرد العبد (نات تورنر‬           ‫الرصاص «المطاطي»‬
  ‫‪ )1831‬الذي قاد انتفاضة العبيد‬       ‫مباشرة على الصحفيين‪،‬‬
‫الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي‪،‬‬
 ‫ويجعلنا نتساءل كيف أن علاقات‬           ‫مما تسبب في إصابات‬
‫العرق الأمريكية والمواقف البيضاء‬   ‫خطيرة‪ ،‬وإطلاق قنابل الغاز‬
    ‫والسوداء تجاه العنف‪ ،‬جعلته‬     ‫المسيل للدموع بكميات تهدد‬
‫كوسيلة سياسية لقوات الميليشيات‬      ‫صحة وسلامة المتظاهرين‪،‬‬
     ‫الحكومية والقوات الفيدرالية‬
  ‫والمتطوعون المسلحون في المنطقة‬      ‫وخاصة في خضم جائحة‬
     ‫لسحق التمرد وتوفير حماية‬       ‫أمراض الجهاز التنفسي‪ ،‬ما‬
 ‫مصالح طبقة الأسياد الرأسمالية‬      ‫رأيناه من الشرطة هو تأكيد‬
                                   ‫على انحراف السلطة والإفلات‬
                     ‫البيضاء‪)4(.‬‬     ‫من العقاب‪ ،‬وأن العنف طبع‬
        ‫ومع العودة لبداية القرن‬
    ‫العشرين‪ ،‬خلال عصر أمريكا‬                          ‫لا تطبع‪.‬‬
    ‫الأول من الإصلاح التدريجي‪،‬‬         ‫إذا كنا نحاول فهم وظيفة‬
       ‫كانت الشرطة موجودة في‬        ‫الشرطة في المجتمع الأمريكي‪،‬‬

                                           ‫فإن مجرد إلقاء نظرة‬
                                      ‫خاطفة على تاريخ المؤسسة‬
                                     ‫سيوجهك إلى اتجاه السيطرة‬

                                        ‫الاجتماعية‪ ،‬ويقول المؤرخ‬
                                     ‫نيخيل بال سينغ أن العبودية‬
                                   ‫على وجه الخصوص كانت حالة‬
                                      ‫تتطلب «إشرا ًفا دائ ًما وهيمنة‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242