Page 79 - الإكسير
P. 79
أن ﺗﻜﻮن ﻃﺒﻴﺒًﺎ ﻟﻠﺘﺨﺪﻳﺮ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺼ ﱠﻔﺢ رواﻳﺔ أو ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ ﺻﺨﺐ اﻟﺜﺮﺛﺮات المﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﺠﺪون ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﺎ ًﺻﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻧﺠﻮ ُت ﻣﻦ ﻓﺨﺎﺧﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎري اﻟﺘﺨ ﱡﺼﺺ ﻛﻄﺒﻴﺐ ﺗﺨﺪﻳﺮ.
ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ،وﻫﺬا ﻫﻮ ﻃﺒﻴﺒﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺟﺰ ﺟ ٍّﺪا وﺷﺪﻳﺪ اﻹﺧﻼل.
ﻳﺬﻫﺐ ﻛ ﱡﻞ ذﻟﻚ وﺗﺒﻘﻰ اﻟﺼﻮرة اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ المﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ،
اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي ﻻ ﻳَﺮوﻧﻪ إﻻ وﻫﻮ ﻳﻐﺮس اﻹﺑﺮة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻞ ﳾء آﺧﺮ ﻳَﻔﻌﻠﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻃ ﱠﻲ اﻟﻜﺘﻤﺎن
ووراء اﻟﻜﺎﻣيرا وﰲ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ.
ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻊ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ وأﻃﺒﺎﺋﻪ ﻛﻤﺎ ﻳَﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻊ اﻟﺠﺎ ﱢن واﻷﺷﺒﺎح واﻟﺸﻴﺎﻃين
وزﺑﺎﻧﻴﺘﻬﻢ ،ﻛﺜيرًا ﻣﺎ أﻗﺎﺑﻞ ﻣﺮﴇ ُﻣﻘ ِﺪﻣين ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﺨﻄﻮرة ﰲ ﺣ ﱢﺪ ذاﺗﻬﺎ،
ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :أﻧﺎ ﻳﺎ دﻛﺘﻮر ﻣﺶ ﺧﺎﻳﻒ ﻣﻦ أي ﺣﺎﺟﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻻ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ «.ﻓﻼ ﺗﻤﻠﻚ إﻻ
أن ﺗَﻨﺘﺰع اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎردة وﺗُﺤﺎول ﻃﻤﺄﻧﺘﻪ ،رﻏﻢ أن اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳُﻤﺜﱢﻞ ﺧﻄﻮر ًة ﻛﺎﻵﻻت
اﻟﺠﺮاﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﲆ وﺷﻚ اﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﺮاﻛﺰ المﺦ أو ﺑﴪﻃﺎن ُﻣﻨﺘﴩ أو ﺑﴩاﻳين اﻟﻘﻠﺐ وﻏيرﻫﺎ.
اﻷدﻫﻰ ﻧﺴﺒ ُﺔ ﻛ ﱢﻞ ﳾءٍ أو أﺛ ٍﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻠﺘﺨﺪﻳﺮ وﻛﺄﻧﻪ ﻋﻤﻞ ُﺳﻔﲇ أو ﺣﺴﺪ أو ﺗﻌﻮﻳﺬة
ﺳﺎﺣﺮ َﻣﻘﻴﺖ.
رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ أﺷﺪ المﻨﺎﻃﻖ ﺧﻔﺎءً ﰲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﻃﺒﻴﺒُﻪ ﻻ ﻳُﺮى إﻻ ﻛﻄﻴﻒ ،وﻗﺪ ﺑﺪأت
المﺨ ﱢﺪرات ﺗُﺜ ِﻘﻞ اﻟﻌﻴﻮن واﻷﻟﺴﻨﺔ ﺗﻠﻬﺞ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ.
ﰲ واﻗﻌﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻛﻨ ُﺖ ﻗﺪ ﺧ ﱠﺪر ُت ﺳﻴﺪة ﰲ وﻻدﺗﻬﺎ اﻟﻘﻴﴫﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺧ ﱠﺪرﺗُﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻨﺞ
اﻟﻨﺼﻔﻲ ،وﻳﺒﺪو أن اﻟﺠ ﱠﺮاح ﻛﺎن ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑ ًﺔ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺼﺎﻗﺎت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻘﻴﴫﻳﺔ
اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻫﻮ أﻣﺮ وارد ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﻜﺮار اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت وﺗﻌﺎﰲ اﻷﻧﺴﺠﺔ ﻣﻊ ﳾء ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻴﱡﻒ،
ﻳُﺮﺟﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺣين اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ اﺳﺘﻌﻤﺎل أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺮاﺣﻴﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﻏﻠﻖ
اﻷﻧﺴﺠﺔ المﻔﺘﻮﺣﺔ وﻋﺪم ﻏﻠﻘﻬﺎ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ.
وﻷ ﱠن اﻟﺠ ﱠﺮاح ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺘﺼﺒﱠﺐ ﻋﺮ ًﻗﺎ وﻫﻮ ﻳﺤﺎول ﻓﻚ ﻃﻼﺳﻢ اﻻﻟﺘﺼﺎﻗﺎت ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ
ﻧﻔﺴﻪ وﺳﺄل اﻟﺴﻴﺪة :ﻫﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﲇ ﻓﺎﺗﺖ ﻋﻤﻠﺘﻴﻬﺎ ﻓين؟
أﺟﺎﺑﺘﻪ وﻗﺎﻟﺖ ﻋﲆ المﻜﺎن ﺛﻢ أﺿﺎﻓﺖ :ﻟﻴﻪ ﻳﺎ دﻛﺘﻮر ﺑﺘﺴﺄل؟!
ﻓﺮ ﱠد ﻗﺎﺋ ًﻼ :أﺑ ًﺪا ،أﺻﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠ ﱠﺰﻗﺔ ﺷﻮﻳﺔ.
ﻫﻨﺎ ﺗﻄﻮﻋﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻟﺘﻘﻮل ﰲ أرﻳﺤﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة :أﻛﻴﺪ ده ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺞ.
ﻫﻜﺬا وﺑﻼ ﻣﻘ ﱢﺪﻣﺎت أو ﻣﻨﻄﻖ ﺣﺴﻤﺖ اﻟﻘﻀﻴﺔ واﺗﱠﻬﻤﺖ اﻟﺨﻔﺎء ،رﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻟﺖ :أﺻﲇ
اﺗﻨ ﱢﺸﻴﺖ ﻋين ،دي ﻋين أم أﻳﻤﻦ وﻻ ﺣﺠﺎب أم ﻋﱰﻳﺲ أو ﻣﻌﻤﻮﱄ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﻴﺔ ِﺳ ْﻠﻔﺘﻲ.
ﻛﻞ ﻫﺬا ﻛﺎن ﺳﻴُﺼﺒﺢ ﻣ ﱠﱪ ًرا ،ﻟﻜﻦ أن ﺗﻌﺘﻘﺪ ﰲ اﻟﺒﻨﺞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺧﻔﺎ ًء ﻣﺴﺌﻮ ًﻻ ﻋﻦ ﻛﻞ ﳾء
ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ أﻓﻬﻤﻪ.
79