Page 182 - merit
P. 182

‫العـدد ‪44‬‬                                  ‫‪180‬‬

                                 ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬                               ‫فترة الانهيار العثماني ونهب‬
                                                                       ‫أراضيها من قبل القوى العظمى‬
  ‫الدكتور عبد الرحمن قاسملو‬        ‫أمامهم إلا القيام بالثورات في‬       ‫كفرنسا وبريطانيا‪ ،‬التي رجحت‬
‫عام ‪ 1973‬الشعار «الديمقراطية‬      ‫وسط سياسي شديد التعقيد‪،‬‬
                                 ‫ر ًّدا تعبير ًّيا على اتفاقية لوزان‪،‬‬       ‫مصالحها على حساب حل‬
    ‫لإيران‪ ،‬والاستقلال الذاتي‬                                          ‫القضية الكردية‪ ،‬فقد قدم عضو‬
 ‫لكردستان‪ ،‬واللجوء إلى العمل‬         ‫كثورة الشيخ سعيد بيران‬            ‫الوفد الأميركي في مؤتمر باريس‬
                                      ‫‪ ،1925‬ثورة جبل أرارات‬             ‫البروفسور ألبرت ليبي مذكرة‬
     ‫العسكري لتحقيق الهدف‪.‬‬          ‫مركزها آكري عام ‪-1927‬‬               ‫تضمنت مقترحات لحل المسألة‬
     ‫اندلعت الثورة الك ُردية في‬    ‫‪ 1930‬وثورة درسيم ‪.1937‬‬               ‫الكردية‪« :‬أنه يجب منح الأكراد‬
   ‫مارس عام ‪ 1967‬في إيران‪،‬‬       ‫وفي إيران أعلن ال ُكرد جمهورية‬         ‫المنطقة الجغرافية الطبيعية بين‬
  ‫لتحقيق استقلال ذاتي لل ُكرد‬     ‫مستقلة (جمهورية مهاباد) في‬
   ‫في كردستان إيران‪ ،‬في إطار‬      ‫الجزء الملحق بالدولة الإيرانية‬           ‫أرمينيا المقترحة في الشمال‪،‬‬
                                                                       ‫وميسوبوتاميا في الجنوب‪ ،‬وبين‬
           ‫جمهورية فدرالية‪.‬‬             ‫‪ ،1946‬لكنها لم تستمر‬
      ‫لجأ الحزب الديمقراطي‬         ‫سوى سنة واحدة‪ ،‬فقد تخلى‬                 ‫الفرات ودجلة‪ ،‬على الحدود‬
 ‫الكردستاني إلى القتال المفتوح‬                                          ‫الغربية وبين الحدود الفارسية‬
   ‫مرة أخرى بين عامي ‪1989‬‬             ‫السوفييت عنها فسح َق ْتها‬
 ‫و‪ ،1996‬حيث حدثت انتفاضة‬         ‫القوات الإيرانية‪ ،‬واستمر العمل‬           ‫من الشرق‪ ،‬ويجوز منح هذه‬
   ‫من قبل الحزب الديمقراطي‬                                                 ‫الأراضي الواقعة تحت حكم‬
     ‫الكردستاني في كردستان‬          ‫السياسي حتى ‪ 1973‬حيث‬                 ‫انتدابي صارم‪ ،‬الإدارة الذاتية‬
 ‫الإيرانية‪ ،‬بسبب اغتيال زعيمه‬       ‫اعتمد المؤتمر الثالث للحزب‬           ‫لإعدادها للاستقلال أو لاتحاد‬
                                 ‫الديمقراطي الكردستاني بقيادة‬            ‫فدرالي مع جارتها على أساس‬
                                                                         ‫اتحاد له إدارة ذاتية واسعة»‪.‬‬
                                                                          ‫معاهدة سان ريمو‪ ،‬التي كان‬
                                                                       ‫الموضوع الكردي أحد المواضيع‬
                                                                        ‫المطروحة فيها للمناقشة‪ ،‬مهدت‬
                                                                          ‫الأرضية لاتفاقية سيفر التي‬
                                                                           ‫أقرت حقوق الكرد في دولة‬
                                                                          ‫مستقلة ببنود ‪ 62‬و‪ 63‬و‪64‬‬
                                                                        ‫لكن مصالح بعض الدول حالت‬
                                                                          ‫دون تنفيذ الاتفاق وتجاهلت‬
                                                                       ‫معاهد ُة لوزان تلك الحقوق التي‬
                                                                         ‫اختفت تحت جنازير الدبابات‬

                                                                             ‫وفوهات المدافع الكمالية‪.‬‬

                                                                         ‫الثورات والحركات‬
                                                                              ‫الكردية‬

                                                                            ‫اقتنع الشعب الكردي بأن‬
                                                                         ‫الإخو َة في التاريخ والجغرافية‬
                                                                         ‫والجوار‪ ،‬الإخوة في الدين‪ ،‬قد‬
                                                                       ‫طعنوه من الظهر‪ ،‬فلم يجد ال ُكر ُد‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187