Page 183 - merit
P. 183
181 الملف الثقـافي
مارك سايكس جروج بيكو المنفي قاسملو في يوليو ،1989
ويتميز النظام السياسي هناك
الكردية مقسم ًة بين دو ٍل شديدة حق تقرير المصير ،وبين رفض باستخدام العنف الدموي ضد
القسوة في تعاملها معهم .وجرت السلطات الحاكمة في الدول التي
معارضيه.
على الثوب ال ُكردي جراحات تقتسم كردستان ،الاعتراف أما في العراق :فلم يهدأ الوضع
عديدة كارثية للشعب وقاسية بحقوق الشعب الكردي الكردي فيه ،فقامت ثورة أيلول،
وهي صراع مسلح شهده إقليم
على الخرائط الجبلية المدماة، المشروعة .وحسب إحصائيات كردستان ما بين عامي –1961
وكذلك عرقلت التطور الطبيعي تقديرية ،يعيش حاليًا حوالي ،1970وثورة البارزاني الثاني
عشرين مليون كردي( )5في
لل ُكرد ولتلك الشعوب. الشرق الأوسط ،منهم عشرة ،1975 -1974والانتفاضة
الشاملة بعد هزيمة العراق في
الوضع الكردي في ملايين في تركيا ،وستة ملايين الكويت ،1991وشكل ال ُكرد
سوريا :قضية سياسية في إيران ،وثلاثة ملايين في برلما ًنا وحكومة في أربيل بعد
فرض الحظر الجوي على شمال
بامتياز العراق ،ومليون في سوريا .ولا خط 36واستمر حتى إسقاط
تؤثر القضية الكردية في الوضع النظام بعد التدخل العسكري
بدأت القضية ال ُكردية في سورية
تطفو على السطح كقضية السياسي في بلدان الشرق الأمريكي فيه.
الأوسط»(.)6 بما أن الشعب الكردي توزع بين
سياسية بعد تجاهل الحكومات
السورية المتعاقبة لوجودها، إن الحدود السياسية التي أربع دول ذات أنظمة سياسية
وإنكارها لحقوق ال ُكرد رسمتها اتفاقية «سايكس- واجتماعية مختلفة ،منها من
السياسية ،فشكل ال ُكرد حز ًبا بيكو» على الطاولة لم تكن تنكر لوجوده وحقوقه ،ومنها
سياسيًّا عام 1957م بهدف حدو ًدا تتناسب والتوزع القومي من استخدم العنف المفرط في
تحرير وتوحيد كردستان، لشعوب المنطقة ،بل كانت القمع والتنكيل به ،كالأسلحة
فتعامل النظام معه منذ ذلك تنسجم مع مصالح المنتصرين
الوقت بعن ٍف شديد ،السجن الذين نهبوا ممتلكات الرجل الكيمياوية في حلبجة وخورمال،
والنفي والقمع .فقامت الدولة المريض فتداخلت القوميات لم يجد ال ُكرد ُب ًّدا سوى اللجوء
والحدود ،هكذا كانت القومية إلى تنظيم قواه الحية في أحزا ٍب
تقود النضال السياسي،
فمحاولة ال ُكرد للنهوض سياسيًّا
اصطدم بتعنت الأنظمة ،فبرزت
القضية ال ُكردية كأحد القضايا
الجوهرية في الشرق الأوسط،
لاتساعها الجغرافي وشمولها
أربع خرائط قلقة ،ولتعداد
سكانها الهائل ،من هنا «اكتسبت
القضية الكردية في وقتنا أهمية
كبيرة ،ويتلخص جوهرها في
التناقض بين المستوى الرفيع
لوعي الأكراد ،الذي يتجلى في
نضال بطولي عنيد في سبيل