Page 179 - merit
P. 179
177 الملف الثقـافي
وبالنتيجة أصبحت قومية الحضارة ،ويساهمون إلى ديار بكر ،والدولة الأيوبية
بدون وطن وشعبًا مج َّز ًءا اليوم في ذلك. القوية والتي حققت
بين أراضي يسكنها منذ
قدم التاريخ ،وجدير بالذكر الطقوس انتصارات في تاريخ الحروب
أن تعدادهم اليوم ينحصر وأعظمها معركة حطين
يعتقد الكرد كمعظم الشعوب
بين 50إلى 60مليون الآريانية ،الهندو -أوروبية، بقيادة الملك الناصر صلاح معبد
نسمة موزعين على دول الدين الأيوبي وعمه شيركوه لالش
كثيرة ،ويتحدثون لهجات بعيد النوروز ،والذي هو
مختلفة ،وهي «الكورمانجية احتفال ببداية الربيع وانبثاق (أسد الدين) ،بالإضافة إلى
والسورانية والزازاكية عشرات الإمارات في بدليس
النور وفوزه على الظلام، وشهرزور وبوطان وغيرها.
والكورانية واللورية». حيث تضرم النيران في
وكل ما حصل عبر التاريخ ولقد ظهر اسم الكرد في
وإلى يومنا هذا هو أن حقهم رؤوس الجبال ليلة العيد الإسلام بد ًءا من الصحابي
الوجودي غير متوفر ،ولو كرمز لانتصار الخير على
بأقل مقاديره ،وعلى ذلك فهم الشر ،ويعتبر ٢١آذار/ الجليل «جابان الكردي»
مارس عي ًدا قوميًّا ،وهو يوم وابنه ميمون ،وهو الاسم
إثنية وعرق مج َّهل عم ًدا، الولادة الجديدة .ويتكون المعرب لـ»كافان» في زمن
ويخفى بذلك كل علم عنهم الاسم من مقطعين وهو «نو» النبي .ولا يخفى على القارئ
لدى شعوب الأرض ،وهذا وتعني جديد ،و»روج -روز» اسم أبو مسلم الخراساني،
وهو اليوم .وهو عيد الربيع
بالتأكيد يندرج في خانة وبداية السنة ،وبمعنى آخر والدولة الخوارزمية،
الظلم. هو يوم دحر الظلم وبدء الدولة الأيوبية ،والدولة
الحياة المشرقة والواعدة. البويهية وغيرها .ومن
ورغم كل ذلك فهو شعب حي هنا يستدرك القول أن الكرد أهم علماء ومفكري الكرد
ويتمتع بالكثير من المقومات تقسموا إلى مناطق ودويلات سيبويه ،محمد علي باشا،
التي تجعل منه شعبًا محبًّا وأجزاء كثيرة وذلك بسبب أحمد تيمور 1871م ،أحمد
للسلام والتعايش ،وإن كان الحروب والتقسيمات ،وكان شوقي 1868م ،ابن الصلاح
مشب ًعا بالاضطهاد على مر الشهرزوري (643 -577
العصور آخرها سايكس -بيكو. هجرية) ،بديع الزمان سعيد
النورسي 1867م ،جميل
صدقي الزهاوي 1863م،
محمد كرد علي 1876م،
معروف الرصافي 1875م،
محمد سعيد رمضان البوطي
1929م.
وفيما بعد بات واض ًحا أن
الكرد يتميزون عن الفرس في
الثقافة العربية والإسلامية،
فقد صار معظمهم من أهل
السنة بينما تحول الفرس
ليصبحوا شيعة ،وقد
ساهموا بشكل كبير في
التراث الإسلامي وفي بناء