Page 175 - merit

‫‪173‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫فمن المتعارف عليه اليوم‬ ‫في الشرق الأدنى‪ ،‬وفي‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬ونتيجة‬
‫حين تذكر كلمة «كردي»‪،‬‬ ‫منطقة بلاد ما بين النهرين‬ ‫لذلك جاءت مسألة التزاحم‬
‫أن يذهب البعض إلى أنهم‬ ‫والتنافس والاستيلاء بحكم‬
‫شعب مجهول الأصل أو‬ ‫‪ .Mezepotamia‬إلا أن‬
‫الكثيرين من شعوب هذه‬ ‫الامتداد‪ ،‬وتشكلت فكرة‬
‫المكان أو العرق‪ ،‬بل وفي‬ ‫المنطقة ما زالوا بعيدين كل‬ ‫السيطرة والأغلبية وأصبحت‬
‫بعض الروايات القديمة أنهم‬ ‫البعد عن معرفتهم‪ ،‬وعن‬
‫من الجن‪ .‬وفي كتب المفكرين‬ ‫ماهية هذا العرق الذي هو‬ ‫سنة للبقاء‪.‬‬
‫منتشر وممتد بين دول‬ ‫وكل ما هو موجود اليوم‬
‫والمؤرخين العرب اختلفوا‬ ‫كثيرة‪ .‬ورغم أنهم امتزجوا‬ ‫في الحياة من أنواع وأعراق‬
‫على تسميتهم‪ ،‬وذهب البعض‬ ‫مع شعوب المنطقة وفي الكثير‬ ‫وإثنيات وأقوام هو نتيجة‬
‫من الدول‪ ،‬اعتنقوا دياناتهم‪،‬‬ ‫لتاريخ طويل ومديد عبر‬
‫منهم إلى ترجمات قديمة‬ ‫ولكنهم لليوم لم يكونوا‬ ‫آلاف السنين‪ ،‬من محاولات‬
‫ونقل خاطئ‪ ،‬حتى وصفوهم‬ ‫مصدر بحث جدي وتبحر في‬ ‫للبقاء وصراع على الوجود‪.‬‬
‫المعرفة في الأوساط الثقافية‬ ‫من هم ساكنو الجبال؟ ومن‬
‫ببدو الفرس‪ ،‬وطب ًعا حسب‬ ‫لتلك الدول‪ ،‬بل وانعكست‬ ‫أين أتت التسمية؟ وما هو‬
‫معرفتهم السطحية جاءت‬ ‫حتى على ثقافات شعوبهم‪.‬‬
‫هذه الاستنتاجات‪ .‬وذلك‬ ‫أصلهم؟‬
‫ليس مستغر ًبا لدى الأكراد‪،‬‬ ‫يختلف الكثيرون على‬
‫تسميتهم‪ ،‬ورغم وجودهم‬
‫حيث أنهم عانوا على مر‬ ‫كحضارة امتدت منذ آلاف‬
‫التاريخ من التهميش‬ ‫السنين كسكان أصليين‬

‫والتجريد من كل حقوقهم‬
‫الطبيعية في الدول التي وقعت‬

‫بحكم الظروف والخرائط‬
‫الجديدة في جغرافيا مندمجة‬
‫معهم‪ .‬ولذلك نجد المعلومات‬

‫الواردة عنهم في ذاكرة‬
‫وحاضر ووسائل المعرفة‬
‫في العالم قليلة ج ًّدا‪ ،‬ومثار‬
‫بحث غير مستدرك لتاريخهم‬

‫الحقيقي‪.‬‬
‫فمن أين يبدأ ذكرهم؟ ومن‬
‫أين جاؤوا؟ من هم؟ وما هو‬

‫عرقهم؟‬
‫ق َّسم المؤرخون الشعوب‬

‫إلى مجموعات أهمها‪:‬‬
‫الشعوب الآرية (الهندو‪-‬‬

‫أوروبية)‪ ،‬والشعوب‬
‫السامية‪ ،‬والشعوب الحامية‪،‬‬

‫والشعوب الأورال الطائية‪،‬‬
‫وشعوب جنوب شرقي آسيا‪،‬‬

‫وشعب الإسكيمو‪ .‬وذكروا‬
‫أن الشعوب الآرية تضم‬