Page 178 - merit
P. 178

‫العـدد ‪44‬‬                               ‫‪176‬‬

                                ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬                                 ‫ول ديورانت‬

‫ماذا كانت ديانتهم؟‬                                                   ‫عظمة الأمة المادية في بلاد‬
                                                                         ‫مادي في القرن الثامن‬
     ‫حسب كل المصادر فلقد‬                               ‫هارفي بورتر‬       ‫أو التاسع قبل الميلاد‪،‬‬
 ‫كانت ديانة الكرد الأساسية‬
                                ‫جنوب بحيرة وان‪ ،‬وقد ذكر‬             ‫ووجودها في الزمان القديم‬
       ‫هي الإيزيدية ‪Êzîdî-‬‬         ‫المؤرخ اليوناني زينفون‪-‬‬          ‫لا ريب فيه‪ ،‬فإنها ذكرت في‬
 ‫‪ ،Ezdahî‬ومنها الزرادشتية‬         ‫كسينوفون (‪)355 -427‬‬
                                   ‫قبل الميلاد في كتاباته عن‬          ‫سفر التكوين‪ ،‬وفي تاريخ‬
    ‫قبل الإسلام‪ ،‬وهي ديانة‬        ‫ذلك الشعب الذي وصفهم‬              ‫بيروسس المؤرخ الكلداني‪،‬‬
   ‫توحيدية قديمة‪ ،‬ومن أهم‬         ‫بالمحاربين الأشداء ساكني‬
    ‫طقوسها التوجه للشمس‬              ‫المناطق الجبلية‪ ،‬وأطلق‬            ‫فذكر موسى ماداي بين‬
  ‫في الصلوات‪ ،‬ولديهم معبد‬           ‫عليهم تسمية (كاردوخ)‬             ‫بني يافث‪ ،‬فحسبه جد أمة‬
    ‫ديني يعرف باسم لالش‬            ‫التي هي مشتقة من كارد‬
 ‫‪ ،Laliş‬وهو المعبد الرئيسي‪،‬‬                                           ‫الماديين‪ ،‬فثبت أنها كانت‬
    ‫يحجون إليه خلال فصل‬          ‫مع اللاحقة اليونانية (وخ)‪،‬‬          ‫في أيامه‪ ،‬وذكر بيروسس‬
   ‫الخريف‪ ،‬وهو موجود في‬            ‫وقال حينها إنهم هاجموا‬
   ‫منطقة جبلية في كردستان‬                                              ‫استيلاء دولة مادية على‬
                                ‫الجيش اليوناني أثناء عبوره‬            ‫أرض الكلدانيين في القرن‬
      ‫العراق‪ ،‬ويعد من أقدم‬            ‫للمنطقة عام ‪ 400‬قبل‬
 ‫المعابد‪ ،‬حيث ترجح المصادر‬                                               ‫الثالث والعشرين قبل‬
                                  ‫الميلاد‪ .‬وكانت تلك المنطقة‬        ‫الميلاد‪ ،‬ثم توارت‪ ،‬وأما أمة‬
     ‫تاريخه إلى القرن الثالث‬    ‫هي جنوب شرق بحيرة وان‬
    ‫قبل الميلاد‪ .‬وهم يؤمنون‬                                            ‫الماديين الحديثة فظهرت‬
     ‫بتناسخ الأرواح وبسبع‬             ‫الواقعة في تركيا الآن‪.‬‬          ‫أو ًل في القرن التاسع قبل‬
 ‫ملائكة‪ ،‬وبخالق للكون‪ ،‬ولا‬          ‫بالطبع حين نتحدث عن‬
 ‫يعتقدون بعذابات القبر‪ ،‬ولا‬       ‫الكرد كتاريخ وبداية نصل‬                             ‫الميلاد»‪.‬‬
    ‫يلعنون أ ًّيا من المخلوقات‬    ‫إلى أبعد من ذلك‪ ،‬حيث تم‬             ‫الكاردوخيون‪ :‬في القرن‬
‫ومن بينها الشيطان‪ ،‬ويصوم‬         ‫ذكر «أرض كاردا» على لوح‬
  ‫الإيزيديون أربعين يو ًما في‬     ‫من الطين السومري يعود‬                 ‫الرابع قبل الميلاد‪ ،‬وهم‬
 ‫السنة بداية من شهر كانون‬       ‫تاريخه الى الألفية الثالثة قبل‬            ‫سكان شمال ما بين‬

                    ‫الثاني‪.‬‬                         ‫الميلاد‪.‬‬          ‫النهرين‪ ،‬وكما اليوم تمتد‬
  ‫وبعد ظهور الإسلام اعتنق‬                                           ‫إلى جنوب شرق الأناضول‬
‫قسم كبير من الكرد الإسلام‪،‬‬
  ‫وقد ظهر الكرد في العصور‬

      ‫الوسطى في الكثير من‬
  ‫الأحيان‪ ،‬سواء في الإمارات‬
 ‫والممالك أو كقادة عسكريين‬

    ‫في الحروب والمعارك‪ ،‬أو‬
‫كقضاة وغيرهم من رجالات‬
‫العصرالإسلامي‪ ،‬وقد ظهروا‬

      ‫في العصور الإسلامية‬
  ‫بإمارات مستقلة ودويلات‪،‬‬

   ‫مثل الدولة الدوستكية في‬
   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183