Page 188 - merit
P. 188
العـدد 44 186
أغسطس ٢٠٢2 لصديقه الشاعر والروائي
الكردي السوري سليم
العام العالمي بالوضع في الكردي في باريس.
كردستان. الراحلة القديرة دانيال بركات قصيدة تحمل عنوان
ميتران زارت كردستان «ليس للكردي إلا الريح»،
وعند رجوعها إلی باريس، في 1992 /7 /4لتشرف
أدلت المرحومة ميتران بنفسها علی أوضاع الكرد، يقول في أحد مقاطعها ،كان
بتصريح صحفي قالت وذهبت إلی حلبجة ووضعت يخاطب المجهول:
إكلي ًل من الورد علی نصب يا ابني ال ُح ّر
فيه« :كنت في زيارة إلی الشهداء الذي يمثل الأب
كردستان التي تعتبر اليوم الذي يحتضن طفلته المتوفية، يا كبش المتاه السرمد ّي .إذا
حيث لم يب َق أح ٌد من أفراد رأي َت
أرض العوائل المنكوبة عائلته نتيجة قصف حلبجة
والشعب الذي يصارع بالأسلحة الكيميائية المحرمة أباك مشنو ًقا فلا ُت ْن ِز ْل ُه عن
من أجل البقاء ،وسأظل دوليًّا من قبل الطاغية صدام حبل
أقاتل إلی جانب الشعب حسين ،وخلال هذه الزيارة
الكردي حتی ينال حقوقه تعرض موكبها لمحاولة السماء ،ولا ُت َك ِّف ْن ُه بقطن
اغتيال علی الطريق من نشيدك
المشروعة». السليمانية إلی حلبجة
ولقد كان لها الدور الأكبر في من قبل استخبارات البعث ال َّر َع ِو ِّي .لا تدفنه يا ابني،
إصدار قرار من مجلس الأمن فالريا ُح
العراقي.
بفرض منطقة حظر جوي تعتبر المرحومة القديرة وص َيّ ُة الكرد ِّي للكرد ِّي في
فوق أراضي كردستان، دانيال ميتران من أبرز منفا ُه،
أصدقاء الشعب الكردي،
ويجب أن تكون ذاكرتنا قوية حيث ترأست جمعية فرنسا يا ابني ..والنسو ُر كثير ٌة
ولا ننسی خدمة الأشخاص للحريات ،وكذلك تحدثت أمام حولي
الكونغرس الأمريكي دفا ًعا
والمنظمات والحكومات عن الشعب الكردي في عام وحولك في الأناضول الفسيح
ومساعدتهم للشعب الكردي. ،1990وهذه الجمعية هي عنوان هذه القصيدة ليس
منظمة المؤتمر الكردي الأول سوى صدى لمقولة راسخة
ومن أهم صفاتها الحسنة في باريس عام .1989 لدى الأكراد عبر التاريخ،
والتي لا تنسى وحبها وفي ربيع عام 1991م إثر
الانتفاضة الجماهيرية ونزوح مضمونها أن لا صديق لهم
للشعب الكردي ،كانت تقول أكثر من مليونين من أبناء سوى الجبال ،فهو مأواهم
إن الرئيس العراقي الراحل كردستان العراق من ديارهم،
كانت السيدة دانيال ميتران وملاذهم الأخير عندما
جلال الطالباني ورئيس من أوائل الشخصيات العالمية تضيق الدنيا بهم ،وهم اليوم
إقليم كردستان السابق التي أسرعت إلی مخيمات يرددون هذه المقولة أكثر من
مسعود البارزاني أولادي، اللاجئين وتقديم يد المساعدة
توفيت سيدة فرنسا الأولي لأبناء الشعب الكردي ،وقد أي وقت مضى.
والأم الحنون للكرد وقديسة أثار هذا الحادث اهتمام الرأي ما قدمته الأم الحنون دانيال
السلام في .2011 /11 /22
قال عنها السروك بارزاني ميتران للقضية الكردية
في حفل التأبين الذي أقيم من تعريف ودعم معنوي
في هولير بمناسبة الذكرى وإنساني وسياسي ومادي
الرابعة لرحيلها« :عندما وثقافي يحتاج إلی مجلد كي
التقيت بها في باريس وكانت نفيها حقها ،ويكفي أنها كانت
عائدة من زيارة مخيم تفاتح كل ضيوف فرنسا من
للاجئين الكرد في تركيا، حكام العالم الغربي بضرورة
كانت الدموع تنهمر من دعم الشعب الكردي المظلوم،
وبجهودها تم افتتاح المعهد